سعيد شاب في الثلاثين من عمره وله أصدقاء يقضي معهم أوقاتاً طويلةً ويشغلون حيزاً كبيراً من حياته لكنه قرر الزواج فأخذ يبحث عن زوجةٍ خلوقةٍ ومن أسرةٍ ذات سمعة حسنة.
بحث وبحث وطرق أبواباً عديدة وفي النهاية وجد ما كان يبحث عنه.
وجد فتاة تدعى علا وهي بالمواصفات التي بحث عنا وأفضل .
ذهب إلى أهلها وطلب يدها.
وافق أهل علا على سعيد لأنه شاب جميل وثري ويتقي الله ولم يكن فيه عيب غير تلك الصحبة السيئة.
وعندما سأل الأهل الفتاة وافقت وقالت في نفسها يمكن أن أخلصه من تلك الصحبة فهو شاب تتمناه كل فتاة.
المهم تمت مراسم الزواج وعاشا الزوجين حياةً رغيدة لا يعكر صفوهما سوى خروج سعيد مع تلك الصحبة .
قالت علا لسعيد:يا زوجي الحبيب اترك هؤلاء الأصحاب …
لم تكمل تلك الكلمات حتى صرخ في وجهها وقال لها هؤلاء أصدقائي ولا أسمح لك بالتحدث عنهم ولا تتدخلي مرة ً أخرى بأمر خروجي معهم .
قالت الزوجة:كما تريد.
ولكن هؤلاء الأصدقاء أخذتهم الغيرة من زواج سعيد الناجح .وقرر أحدهم أن يعكر على سعيد صفوة حياته ،فأخذ يترقب خروج سعيد من المنزل وما أن يراه خرج حتى يفتح جواله ويتصل على الهاتف الذي في منزل سعيد .
ترفع علا سماعة الهاتف وترد بكل أدب السلام عليكم من معي… ،فيجيب الرجل أنا معجب بك وأريد التحدث إليك.. ودون أن تنطق علا بأية كلمة كانت تغلق السماعة وكأن شي لم يكن ،فهي تحب زوجها وتطيع الله فيه.
حاول هذا الرجل مراتٍ عدة ولكن دون جدوى.
وكانت علا تحكي لزوجها ما يحدث كل يوم معها فقال لها:لاتهتمي ومن اليوم سوف احضر لك جوالاً ولا تردي على الهاتف.
ففكر ذلك الصديق وقال بما أن هذه الزوجة متمسكة بزوجها لهذا الحد ،يجب المحاولة مع سعيد .
فأخذ يحكي لسعيد عن خيانة الزوجات لأزواجهن وكم من الأزواج مغفلين ولا يعرفون ما يحدث في بيوتهم .
حفرت هذه الكلمات في عقل سعيد وعندما عاد إلى المنزل نسي كلمات صديقه لأن لديه زوجة لا يمكن أن تقوم بمثل تلك الأفعال . وبعد أن تناول الغداء مع زوجته رن هذا الصديق الهاتف .
رفع الزوج السماعة ولكنه لم يجب حتى يشك سعيد بزوجته وكان كل يوم يفعل ذلك.
سأل سعيد زوجته عن تلك المكالمات التي لا يرد فيها المتصل فأجابته بأنها لا تعرف من المتصل .
لكن الشك ملئ قلب سعيد وقرر أن يطلق علا لأنها لا تريد ان توضح له ما سبب هذه الإتصالات.
وهو في عمله كان لا يعرف ماذا يفعل؟؟
لفت نظر صديق له بالعمل فقال له :ما الذي يشغل بالك يا سعيد؟
حكى له سعيد أنه يريد أن ينهي علاقته الزوجية،استغرب صديقه وقال له:ما تقول يا رجل ولماذا؟؟
حكى سعيد لصديقه القصة وانه سوف يجن إن لم يعرف ذلك المتصل.
فقال له صديقه الأمر بسيط يا صديقي ،تستطيع الإشتراك بخدمة الكاشف وتظهر لديك الأرقام التي تتصل بكم وتستطيع معرفة صاحبها.
ذهب سعيد من فوره واشترك بخدمة الكاشف
وعاد إلى المنزل ينتظر ذلك المتصل .رن الهاتف ،رفع سعيد السماعة ولكن كالعادة لم يجب ذلك المتصل أخذ سعيد الرقم ووضعه على جواله فظهر له اسم صديقه الذي لطالما قالت له زوجته أن تلك الصحبة سوف تدمر حياتنا .
ذهب سعيد مثل المجنون إلى صديقه ومسكه من تلابيب قميصه وأقسم له أنه إن اتصل مرةً أخرى على هاتف بيته أو جواله أو شاهده في طريقة سوف يرتكب به جريمة ….
وعاد إلى زوجته بباقةٍ من الزهور واعتذر منها لأنه شك بها وهي العفيفة المصونة .
لكنها صحبة السوء التي كادت أن تقضي على حياتهم الزوجية لولا لطف الله بهم .
نتمنى أن نكون قد وفقنا في قصتنا لهذا اليوم.