سنقدم لكم اليوم حكاية عن عائلة تعيش في حي شعبي في أطراف المدينة توفي والد هذه الأسرة و بقيت الأم ترعاها و سنتحدث في قصتنا اليوم عن ابنتهم سارة وتقول الحكاية:
استغربت تلك النظرات ولكنها جلست بالقرب من إحدى الفتيات التي نظرت إليها بازدراء وكأن فتاة متسولة جلست إلى جانبها نظرت سارة إلى الدكتور و هو يلقي المحاضرة لكنها لم تكن تفهم ما يقول فهي مشغولة بتلك النظرات و بتأفف الفتاة التي جلست بجانبها…
إلتفتت إلى الفتاة التي بجانبها و تفحصتها بعمق فوجدت ثياب باهظة الثمن وتتحلى بقلائد متنوعة وشعرها مرتب و على أتم حال وتضع بقربها جزدان قالت سارة بنفسها أن هذا الجزدان يساوي كل ما أرتديه أنا.
ففهمت سر تلك النظرات ففستانها الذي ترتديه قد أتت به والدتها من سوق شعبي و كذلك الحذاء و الجزدان شعرت كأنها إقترفت ذنباً يحاسبها عليه زملائها و عندما انتهت المحاضرة خرج الجميع من المدرج بحثت بين الفتيات عن واحدة تقبل أن تجلس معها وتحادثها فمعظم الفتيات من مركز المدينة يلبسن الثياب الجميلة و المرتبة و حتى الفتيات اللواتي قدمن من أطراف المدينة كن أيضا ذات ملابس جميلة و مرتبة و قررت أن تصبح مثلهم لكن لا تعرف كيف.
واحدة من تلك الفتيات بنظرتها الخبيثة عرفت أن سارة محرجة من لباسها و قررت التقرب منها ومساعدتها
اقتربت منها و قالت لها أتودين شرب الشاي معي أجابت سارة بخجل نعم ذهبتا إلى كافتيريا الجامعة وطلبت الفتاة الشاي و قالت لسارة أريد أن أكلمك بصراحة ألا تلاحظين أن ثيابك لا تلائم الجامعة و يجب عليك أن ترتدي غيرها أجابت سارة و لكن أمي لا تملك المال لتشتري لي الثياب الجيدة التي تشبه ثيابكم قالت لها الفتاة أنا أستطيع أن أساعدك سألتها سارة كيف!! قالت الفتاة غداً قبل موعد المحاضرات تحضرين إلى هذا العنوان و سأكون بانتظارك قالت لها سارة و كيف ستساعديني أجابتها الفتاة لا تكترثي فقط أحضري إلى هذا العنوان و ستجدين ما يسرك.
و في اليوم التالي و دون أن تخبر والدتها عن أي شيئ ذهبت إلى ذلك العنوان ووجدت الفتاة بانتظارها ذهبت مع الفتاة إلى بيتها ودخلت معها إلى غرفتها وقالت انظري كم لدي من الملابس وكل يوم أعطيك ثياب مقابل أن تكتبي لي كل المحاضرات فرحت الفتاة وقبلت و لبست بدلا من ثيابها القديمة و خرجتا معا إلى الجامعة.
وفي المحاضرات كانت سارة تكتب كل كلمة يقولها الدكتور لكي تفي بوعدها للفتاة ومرت الأيام وعندما تسألها أمها عن تلك الملابس التي ترتديها تقول لها إنها من صديقتي فلانة اتصلت الام بتلك الفتاة و سألتها هل أنت من تعطي الملابس لابنتي أجابتها الفتاة نعم يا خالة فأنا لدي الكثير.
و مضت السنة على تلك الحال وعند ظهور نتائج الإمتحانات كانت درجات سارة دون المتوقع سألتها أمها بدهشة ماذا حدث لك يا ابنتي فأنت دائما متفوقة و أنا أحرم نفسي و إخوتك لنأمن لك مصاريف الجامعة بكت الفتاة بحرقة…
وقالت تلك الملابس التي كنت أحضرها يا أمي كنت أدفع ثمنها بكتابة المحاضرات لتلك الفتاة دهشت الأم وقالت لها تضحي بمعدلك الجامعي من أجل ثياب قديمة أجابت الفتاة أنت لم تشاهدي يا أمي كيف نظرت الفتيات إلي عندما دخلت بثياب الفقيرة وكنت سأترك الجامعة لولا تلك الفتاة
فقالت لها أمها يا ابنتي إن الثياب لا تزين الناس و قد أخطأت بحق نفسك كنت آمل أن تصبحي معيدة في الجامعة أما الآن فقد إنخفض معدلك في السنة الأولى فمن الصعب تعويضه و إن استطعت فعل ذلك فستكون تلك الفتاة عثرة بوجهك لأنها سوف تعيرك بأنك كنت ترتدين ثيابها القديمة و تكتبين لها جميع محاضراتها مقابل ذلك
أصلحك الله يا ابنتي و أطلب منك أن لا تدعي أحداً يتحكم بك و بمستقبلك وفقر الملابس ليس عيباً العيب هو فقر الأخلاق فقد ربيتك على الأخلاق الحميدة وهذه قيمة لا يمكن شرائها بكنوز العالم.
أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بهذه القصة.