جغرافية مكان ما هي تلك الأرض المتميزة التي يعيش عليها الإنسان ذات الصفات الخاصة بأرضها و أشجارها بمياهها وحيواناتها ومناخها ما علاقة ما قلناه سابقاً بسعادة الإنسان؟
كل إنسان يولد في تلك المنطقة المميزة و يكبر ويترعرع ويمارس أنشطته وهو في قمة السعادة ولكن إذا انتقل هذا الإنسان إلى منطقة جغرافية أخرى بعيدة عن تلك المنطقة الجغرافية التي ولد عليها ولو أن المنطقة الجديدة أكثر خدمات ورفاهية لن يشعرالإنسان بالسعادة صحيح أنه سيستمتع بالخدمات الجديدة ولكن دائماً سيشعر بشيئ ينقصه يحرمه من تلك السعادة لكن مع مرور وقت طويل يمكن أن يتأقلم مع المكان الجديد ويجد لنفسه عوامل تجلب له السعادة التي يفتقدها.
ما الذي ينقص الإنسان في االمنطقة الجغرافية الجديدة؟
إن الإنسان يفتقد لمناخ منطقته ( هوائها-حرارتها-أمطارها) ويفتقد نباتاتها و أشجارها يفتقد لتربتها و مزروعاتها يفتقد لأنواع حيواناتها وعادات وتقاليد أهلها فالمنطقة الجديدة مهما كان فيها من تلك الأشياء التي ذكرناها لن تكن متماثلة تماماً معها.
ولو اننا أجرينا إستفتاءً مع الناس الذين تركوا مناطقهم الجغرافية التي ولدوا فيها و اضطرتهم الظروف لينتقلوا إلى مناطق أخرى لأسبابٍ علميةٍ أو إقتصاديةٍ أو سياسيةٍ أو دينية فهل وجدوا السعادة الحقيقة في مناطقهم الجغرافية الجديدة؟ سيكون الجواب حتماً لا وهذا ما يؤكد نظريتنا بالإرتباط الوثيق ما بين الجغرافيا و السعادة.
إذاً الجغرافيا ليست فقط خطوط طولٍ و عرض ولكنها أسمى من ذلك بكثير فالجغرافيا إرتباط بحدود و بمناخ و بأرضٍ و أشجار ينعكس ذلك كله من خلال شخصيتنا لنجد أن الإنسان و الجغرافيا منظومتين متكاملتين لا تكتمل الأخرى إلا بوجودها بالأولى .
هل عرفت عزيزي القارئ مدى الإرتباط بين الجغرافيا و السعادة؟
هذه كانت مقالتنا لهذا اليوم عن أثر الجغرافيا بسعادة الإنسان نتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بما قدمناه لكم اليوم.