معاوية بن أبي سفيان كسرى العرب ومؤسس الدولة الأموية (السفيانية)
معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس. أسلم في عام الحديبية سنة 6 للهجرة. لكنه أخفى إسلامه وأظهره مع قريش في عام الفتح 8 للهجرة. وحسن إسلامه.
شهد مع المشركين غزوة الخندق وعندما فروا بعد هبوب الريح فر معهم. وشهد مع رسول الله غزوة الطائف وغزوة حنين وكان نصيبه من الغنائم الكثير. وعد حينها من المؤلفة قلوبهم.
شهد معركة اليرموك. و كان في جيش فتح دمشق تحت راية أخيه يزيد. وقام بفتح قيسارية وبعض سواحل بلاد الشام
علمه
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم 163 حديث. وكان من كتبة الوحي. ودعى له الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: ( اللهم اجعله هاديا مهديا واهديه ) (رواه الترمذي). وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عن راض.
في زمن عمر بن الخطاب
ولاه عمر بن الخطاب على كل بلاد الشام. وتوسع في بلاد الروم حتى فتح عمورية (وهي تقع قرب أنقرة).
ولما استأذن من عمر بن الخطاب بغزو البحر لفتح قبرص رفض. وفي عهد عثمان بن عفان استأذنه وألح عليه. حتى سمح له بغزو البحر. فقام بغزو البحر وفتح قبرص في سنة 28 للهجرة / 648 ميلادي. وانتصر على الروم في أول معركة بحرية للمسلمين. وهي معركة ذات الصواري وقائدها الصحابي عبد الله بن أبي السرح. سنة 31 هجري / 651 ميلادي.
الخلاف بين معاوية وعلي رضي الله عنهما
وعندما بايع المسلمون علي بن أبي طالب. حدثت خلافات بينه وبين معاوية. ومن الروايات أن علي بن ابي طالب قام بعزل جميع الولاة. فرفض معاوية العزل ورفض أيضا البيعة. ورواية أخرى أن معاوية أراد الثأر لمقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه. وكان رأي علي بن أبي طالب مختلفا. فحصلت بينهما معركة صفين سنة 37 للهجرة. بعد موقعة الجمل التي كانت بين جيش علي وعائشة بسنة تقريبا. وانتهت في شهر رمضان حيث قبل الفريقان بالتحكيم.
استشهاد علي بن ابي طالب
رفض الخوارج الذين كانوا في جيش علي التحكيم. فقاموا بتكفير علي رضي الله عنه. وكذلك معاوية. فقاتلهم علي وانتصر عليهم في معركة النهروان. ولكن بقي في جيش علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعض منهم. فقام عبد الرحمن بن ملجم وهو من الخوارج بقتله وهو يصلي سنة 40 للهجرة. وكان عمره 64 عاما.
عام الجماعة
فبايع الناس الحسن بن علي رضي الله عنه. فقام الحسن بالتنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان حقنا لدماء
المسلمين. وأصبح معاوية بن ابي سفيان الخليفة في عام 41 هجري / 661 ميلادي وسمي هذا العام بعام الجماعة.
الفتوحات في زمن معاوية بن ابي سفيان
وكانت الفتوحات في زمن معاوية بن ابي سفيان واسعة. فقد امتدت الفتوحات في بلاد الروم حتى شملت حصار
القسطنطينية عام 50 للهجرة.
فتوحات عقبة بن نافع في إفريقيا
وفي أفريقيا كان عقبة بن نافع. وهو من أعظم الفاتحين في التاريخ حيث فتح تونس والجزائر والمغرب حتى وصل
إلى المحيط الأطلسي. وامتدت فتوحات عقبة بن نافع إلى السودان وشمال إفريقيا.
بلاد ما وراء النهرين
ومن جهة بلاد ما وراء النهرين فتح المسلمون سجيستان سنة 43 هجري وفتحوا بعضا من طخارستان في سنة 45
ووصلت الفتوحات الإسلامية إلى قوهستان. ووصل عبيد الله بن زياد إلى تلال بخارى في عام 55 للهجرة.
بلاد الهند والسند
أما بلاد الهند والسند فقد غزاها المسلمون سنة 44 هجري. وكان سكان تلك البلاد ينكثون مرارا. ولم تهدأ الأوضاع
حتى عهد الوليد بن عبد الملك بن مروان.
أخذه البيعة لابنه يزيد
أخذ معاوية بن ابي سفيان البيعة لابنه يزيد فعارضه كثير من الصحابة أشهرهم عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس
وعبد الله بن الزبير والحسين بن علي وعبد الرحمن بن أبي بكر. وكان معاوية اول من بدأ بحكم الوراثة وهو غير
جائز شرعا وقامت الخلافة العباسية والعثمانية بحكم الوراثة أيضا.
وفاة معاوية بن ابي سفيان
كان معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه حسن السيرة. وما أخذ عليه أحد من الصحابة إلا أخذه البيعة لابنه يزيد.
وكان عصر معاوية من أفضل العصور الإسلامية. حيث انتشرت الفتوحات. وكانت الدولة الإسلامية حينها أكبر دولة
في الأرض. وكان معاوية بن ابي سفيان أول من اتخذ ديوان الختم. وأول من وضع البريد في الإسلام. ويلقب بعضهم
معاوية بكسرى العرب. فهو معاوية بن أبي سفيان كسرى العرب ومؤسس الدولة الأموية (السفيانية). توفي معاوية بن
ابي سفيان في عام 60 للهجرة / 679 ميلادي في شهر رجب. وكانت خلافته عشرين عاما.