من هو العالم الذي اخترع لقاح شلل الأطفال وحمى أجيال من الأطفال من هذا الوباء وفي أي عام تم اختراع هذا المصل ، في البداية هيا لنتعرف على هذا المرض الذي يصيب الأطفال ويحرمهم نعمة العيش كطفل طبيعي كباقي أقرانه.
تعريف شلل الأطفال :
هو مرض يسببه فيروس يهاجم الجهاز العصبي وإن واحد من كل 200 إصابة يمكن أن تؤدي إلى شلل دائم وتعد النساء الحوامل والبشر الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة بالإضافة إلى الأطفال الصغار الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات هم أكثر عرضة للإصابة بفيروس شلل الأطفال.
أين يعيش الفيروس شلل الأطفال :
يعيش هذا الفيروس في حلق وأمعاء الأشخاص المصابين وذلك بعد دخوله جسم المصابين وهذا الفيروس شديد العدوى وينتشر من خلال ملامسة براز المصاب أو من خلال رذاذ العطاس أو السعال والجدير بالذكر أن إحتمالية نقل المصاب إلى الآخرين قبل ظهور أعراضه او حتى بعد ظهورها بحوالي (1-2) إسبوع وتجدر الإشارة إلى أن الفيروس يمكنه أن يعيش في براز الشخص المصاب لعدة أسابيع و يمكن لهذا الفيروس أن يلوث الماء والغذاء.
مخترع لقاح شلل الأطفال :
هناك العديد من الأبحاث حول شلل الأطفال التي أجريت في بدايات القرن العشرين للتوصل إلى علاج فعال للقضاء على هذا الوباء وقد تمكن الباحث جوناس سولك للتوصل إلى لقاح يقي من شلل الأطفال وذلك في عام 1953 بعد إجراءه العديد من التجارب لاستخلاص هذا الفيروس من القرود وتحضير اللقاح وتم اختبار هذا اللقاح على 1.6 مليون طفل في كندا والولايات المتحدة وفنلندا وذلك في عام 1954 وتم اعتماده في جميع أنحاء الولايات المتحدة في عام 1955 وطور العالم سابين لقاح شلل الأطفال الفموي في عام 1956 وقد أصبح هذا اللقاح الفموي معتمدا في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم وذلك بين عامي 1961 – 1962 وانخفضت حالات الشلل الناجمة عن الإصابة بهذا الفيروس من 13.9 حالة لكل 100 ألف في عام 1954 إلى 0.8 حالة لكل 100 ألف عام 1961 في الولايات المتحدة الأمريكية.
تطور لقاح شلل الأطفال :
تعمل تعميمات شلل الأطفال على تقوية الجهاز المناعي للإنسان وذلك من خلال تحفيز الإستجابة المناعية لجسم الإنسان وإكسابه مناعة ضد المرض عن طريق إعطائه اللقاح أو المصل المناسب وإن تعزيز هذه المناعة في جسم الإنسان ضد المرض يمنع بشكل فعال لغاية انتقال هذا الفيروس البري وانتشار الإصابة به بين البشر وبالتالي حماية الأفراد متلقيي اللقاح.
مشكلات تلوث لقاح شلل الأطفال :
ففي عام 1960 تقرر أن خلايا كلى المكاك الريسوسي التي تم استخدامها لتحضير لقاحات شلل الأطفال المضادة لفيروس شلل الأطفال كانت مصابة بالفيروس القردي 40 وهو الفيروس الذي يصيب القرود بصورة طبيعية وفي عام 1961 ظهر أن سبب الأورام في القوارض يرجع إلى إصابتها بفيروس القردي 40 وفيما بعد تم اكتشاف هذا الفيروس بصورة من السرطانات التي تصيب الإنسان كأورام العظام وأورام الدماغ الخبيثة والورم الليمفاوي اللاهود جكيني ومع ذلك فلم يثبت علميا بعد أن الفيروس القردي 40 يمكن أن يسبب مثل هذه السرطانات وقد وجد أن الفيروس القردي 40 في مخزونات لقاح شلل الأطفال الذي يعطى عن طريق الحقن بينما لا يوجد في لقاح شلل الأطفال الفموي وأن الأشخاص الذين أخذوا جرعات من لقاح شلل الأطفال في الفترة عام 1955 – 1963 كان هذا اللقاح ملوثا بالفيروس القردي 40 وذكر تحليل في وقت لاحق أن اللقاحات التي قامت بإنتاجها كتلة الدول الشرقية حتى عام 1980 والتي استخدمت في اتحاد الجمهوريات السوفييتي الإشتراكية السابقة واليابان والصين ومختلف دول إفريقيا قد تلوثت الفيروس القردي 40 وبمعنى آخر تعرض مئات البشر للإصابة بالفيروس القردي 40 أما في عام 1998 فقد قام المعهد الوطني للسرطان في أميركا بإجراءات دراسات شاملة بإستخدام معلومات عن معدل الحالات المصابة بالسرطان والتي أخذت من قاعدة بيانات (SEER) الخاصة بالمعاهد الوطنية للصحة وكانت نتائج الدراسة التي تم نشرها أنه لا يوجد زيادة في حالات الإصابة بالسرطان بين الأشخاص الذين تلقوا اللقاح الذي يحتوي على الفيروس القردي 40 ولا تزال مسألة ما إذا كان الفيروس القردي 40 يتسبب بالسرطان للبشر أم لا قضية مثيرة للجدل والخلاف وينبغي إجراء المزيد من التجارب للكشف عن وجود هذا الفيروس القردي في الأنسجة القردية من أجل التوصل لحل بين هذا الخلاف وفي عام 1958 أقرت المعاهد الوطنية للصحة بأميركا أن لقاح شلل الأطفال المنتج عن طريق إستخدام سلالات سابين هو اللقاح الأكثر أمانا وبالرغم من ذلك استمر هيلاري كوبروفيسكي في توزيع اللقاح الذي أنتجه لجميع أنحاء العالم وتم إعطائه لما يقرب من مليون شخص في أفريقيا وعندما ظهرت العديد من الإتهامات ضد لقاح شلل الأطفال لأنه قد هيأ الظروف لانتقال عدوى فيروس نقص المناعة القردي للبشر الأمر الذي تسبب بانتشار مرض الإيدز وبحلول عام 2004 انخفضت الحالات المصابة بمرض شلل الأطفال في إفريقيا وبالرغم من ذلك فقد كانت هناك معارضة لحملات التطعيم ضد مرض شلل الأطفال والتي نتجت في الغالب بسبب الخوف من اللقاح الذي ربمعا يسبب المعقم ومن بعد أن عاد شلل الأطفال إلى الإنتشار والظهور مرة أخرى في نيجيريا أكد علما الأوبئة أن سبب ذلك يعود إلى رفض عدد من السكان المحليين إعطاء لقاح شلل الأطفال لأطفالهم .
الآثار الجانبية للقاح شلل الأطفال :
يمكن أن يتسبب لقاح شلل الأطفال الذي يعطى باستخدام الحقن رد فعل تحسسي عند بعض الناس ويجب عدم استخدام لقاح شلل الأطفال للاشخاص الذين يعانون من حساسية المضادات الحيوية مثل أستربتومايسين وكوليميكسين ب والنيوميسين وذلك لأن هذا اللقاح الذي يعطى بالإبر يحتوي على كميات قليلة من هذه المضادات وتظهر الأعراض التحسسية في غضون دقائق إلى بضع ساعات من إعطاء اللقاح والأعراض هي صعوبة التنفس ، ضعف ، الطفح الجلدي ، سرعة دقات القلب ، الدوخة ، البحة في الصوت أو الصفير.
أعراض الإصابة بمرض شلل الأطفال :
إن حوالي من 95 إلى 99% من الأشخاص الذين يصابون بفيروس شلل الأطفال قد لاتظهر عليهم أعراض لكنهم قادرون على نقل العدوى للآخرين وتصنف أعراض مرض شلل الأطفال كما يلي :
- شلل الأطفال غير الشللي : وتستمر أعراضه من يوم واحد إلى عشرة أيام وهي تشبه أعراض إنفلونزا كالحمى والتقيأ والإعياء والتهاب الحلق والتهاب السحايا.
- شلل الأطفال الشللي : وهو يصيب نحو 1% من حالات شلل الأطفال بشلل الأطفال الشللي الذي يؤدي إلى شلل بالحبل الشوكي المعروف بالشلل الشوكي أو شلل جذع المخ أو كليهما وتكون أعراضه في البداية مشابهة لشلل الأطفال غير الشللي لكن بعد مضي إسبوع تظهر أعراض أكثر حدة منها فقدان ردود الفعل المنعكس وآلام العضلات والتشنجات والشلل المفاجئ المؤقت أو الدائم و الأطراف المشوهة وخاصة القدمين والكاحلين أو الوركين.
- متلازمة ما بعد شلل الأطفال : يمكن أن تظهر أعراض شلل الأطفال بعد 15 إلى 40 عام من الإصابة ومن أعراضه الشائعة إستمرار في ضعف المفاصل والعضلات وألم العضلات الذي يزداد سوءا وضمور العضلات والتعب وصعوبة التنفس والبلع وأحيانا توقف التنفس أثناء النوم وعدم تحمل درجات الحرارة الباردة ومشاكل في التركيز والذاكرة والإكتئاب وضعف العضلات التي لم تكن مصابة من قبل.
علاج شلل الأطفال :
في الواقع لا يوجد علاج لشلل الأطفال ولذا فإن التركيز يجب أن يكون على زيادة الراحة ومنع المضاعفات وتسريع التعافي وتشمل العلاجات الداعمة كل مما يلي :
- العلاج الطبيعي لمنع التشوهات في العضلات وفقدان وظيفتها
- استخدام أجهزة التنفس لمساعدة المريض على التنفس
- مسكنات الآلام