عثمان بن عفان من لا يعرف هذا الصحابي الجليل هو خامس من آمنوا بالاسلام وثالث للخلفاء الراشدين .
اسمه:
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي القرشي.
مولده:
ولد في السنة الخامسة من ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم وكان عمره حين البعثة خمسا وثلاثين سنة.
شكله:
كان مربوعا، حسن الوجه، رقيق البشرة، أسمر، وافر اللحية، أصلع، عظيم الكتفين.
إسلامه:
كان في جاهليته عفا، كريما، مستقيما في خلقه، معروفا بعقله وبفهمه وبرجاحة رأيه، فلما دعاه أبو بكر للإسلام استجاب للدعوة، وأعلن إسلامه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم.
ولما علم عمه الحكم بإسلامه، ربطه وأوثقه كتافا وقال له: ترغب عن دين آبائك إلى دين مستحدث؟ والله لا أحلك حتى تدع ما أنت عليه! فقال عثمان رضي الله عنه: والله لا أدعه ولا أفارقه، فيئس عمه منه وتركه وشأنه.
وكان مع رسول الله مثال المؤمن المخلص الذي وهب نفسه ورحياته وراحته لله ولرسوله.
ذو النورين:
زوجه النبي صلى الله عليه وسلم بعد إسلامه بقليل ببنته رقية، ثم هاجر معها إلى الحبشة مع عشرة من الرجال وخمس من النسوة ثم عاد منها إلى مكة قبل الهجرة.
وهاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم وشهد العزوات كلها إلا بدرا لأن زوجته رقية كانت مريضة، فستأذن بالبقاء فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم بالبقاء عندها لتمريضها وقد اعطاه النبي صلى الله عليه وسلم سهما من الغنائم كمن شهدها.
ولما خرج مع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى غزوة بني غطفان استخلفه على المدينة حتى رجع.
وقد توفيت زوجته في عام أحد.فزوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته أم كلثوم، وبذلك سمي (ذا النورينه).
وقد ارسله النبي في غزوة الحديبة لقريش ليبين لهم ان المسلمين لا يريدون حربا انما جائوا للحج فحبسته قريش فأشيع انه قتل.
فغضب النبي صلى الله عليه وسلم ونوى على قتال قريش ودعا الناس للبيعة على الموت في سبيل الله وقد مد الرسول صلى الله عليه
وسلم إحدي يديه وقال: هذه يد عثمان، وضرب بها يده الاخرى كمن يبايع.
في خلافته:
بويع بالخلافة من بين ستة من كبار الصحابة عينهم عمر للخلافة.
واستمر في خلافته ستة اعوام، نعم فيها المسلموم بالأمن والإستقرار، وتوالت الفتوح، واتساع مساحة الدولة.
ففي عهده فتحت الخزر (الترك) وتوغل المسلمون في خرسان وقهستان وطخارستان، وافتتحوا تفليس وقبرص.
وفي عهده أنشىء أول أسطول بحري للمسلمين.
وتوالت انتصارات المسلمين في البحر، حتى أصبحت الدولة الإسلامية دولة بحرية.
ثم ابتدأت الفتنة، واضطرت الأوضاع في الدولة ست سنوات أخرى لم تنته إلا بمصرعه شهيدا في بيته على يد نفر من الأشقياء من زعماء الفتنة.
أبرز نواحي عظمته:
أنفق هلى تجهيز جيش العسرة في تبوك عشرة آلاف دينار وثلاث مائة بعير بأحلاسها وأقتابها، وخمسين فرسا.
وجهز ثلاث مائة من فقهاء الصحابة ليكونوا في الجيش، وكان لذلك وقع كبير الأثر في نفس النبي صلى الله عليه وسلم حتى أنه قال (ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم) ثم رفع يديه إلى السماء وقال (اللهم ارض عن عثمان فإني راض عنه)
وله أثر كبير في حياة النبي فقد قال عليه الصلاة السلام ذات مرة:(من يحفر بئر رومة، فله الجنة)
فاشتراها عثمان ثم تصدق بها على المساكين، وكان يستقي منها كما يستقي كل واحد منهم.
وفي عام الرمادة، في عهد عمر، حيث أكل الناس الشجر والدواب من المجاعة، تصدق بألف بعير عليها المؤونة والطعام، وقد جاء التجار ليشتروها منه فقال: إني بعتها لله وإنها صدقة على المسلمين
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في خائط من تلك الحوائط(أي في بستان) فاستأذن رجل خفيض الصوت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه).
فأذنت له فإذا هو عثمان فبشرته فقال: أسأل الله صبرا.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: اشترى عثمان الجنة من رسول الله مرتين، حين حفر بئر رومة، وحين جهز جيش العسرة.
كان عثمان يطعم الناس طعام الإمارة، ويأكل الخل والزيت! وقال عبد الله بن الشداد: رأيت عثمان يخطب يوم الجمعة وهو يومئذ أمير المؤمنين وعليه ثوب قيمته أربعة أو خمسة دراهم.
وصيته:
لما قتل عثمان رضي الله عنه شهيدا فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفولا ففتحوه، فوجدوا فيه ورقة مكتوبا عليها:
بسم الله الرحمن الرحيم، عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، وأن الجنة حق، وأن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد، عليها يحيا وعليها يموت وعليها يبعث إن شاء الله.
رضي الله عنه وأرضاه وأثابه.
رحم الله عثمان على بلائه في الإسلام، وسخائه للدعوة، وصبره عند المحنة، واستشهاده بأيدي دعاة الفنتة.
بواسطة: محمد هاروش