رغم التقدم العلمي الذي وصل إليه الإنسان إلا أننا ما نزال نجهل الكثير عن عالم قاع المحيطات والبحار وما تم اكتشافه هو مجرد غيض من فيض فمن البديهي وأنت تغوص تحت الماء أن تصادف نهرا أو حتى شلال مثل هذه الظواهر يمكن أن تحدث فهناك أنهار مغمورة يمكننا العثور عليها تحت سطح الماء كما يوجد بحيرات تحت الأنهار الجليدية وشلالات تحت المحيطات.
نهر تحت البحر الأسود … إحدى عجائب عالم قاع المحيطات والبحار :
من عالم قاع المحيطات والبحار نهر تحت مياه البحر الأسود تتدفق مياه نهر لم يكشف عن اسمه بعد يتميز هذا النهر بوجود مناطق منحدرة ومساقط مائية كالتي توجد على اليابسة ولو أن هذا النهر موجود على سطح الأرض لتم تقييمه كسادس أكبر نهر في العالم من حيث غزارة المياه الجارية فيه حيث يبلغ عمق هذا النهر 35 متر أما عرضه فهو 1 كم وبفضل ملوحة مياه هذا النهر فهي لا تختلط بمياه البحر.
وقد قام علماء جامعة ليدز بتتبع هذا النهر لمسافة 60 كم وذلك لعدم قدرة الأقمار الصناعية والرادارات الوصول إلى قاع البحر ومراقبته.
اكتشف هذا النهر بارسونز وزملائه وقالوا أن مياه هذا النهر تتسرب من البخر الأبيض المتوسط وتنفذ عبر مضيق البوسفور إلى البحر الأسودحيث ملوحة مياه البحر أقل من ملوحة مياه النهر وهذا الفرق يجعل المياه المتدفقة من البحر المتوسط تجري كأي نهر على قاع البحر .
وإن اكتشاف هذا النهر سهل على علماء المحيطات والبحار تفسير لكيفية تمكن الأحياء من البقاء في المناطق العميقة بعيدا عن المناطق القريبة من اليابسة والتي تتوفر فيها العناصر الغذائية حيث تبين أن السبب هو لأن النهر يقوم بنقل الرواسب والعناصر الغذائية والأوكسجين والنتروجين لهذه الأحياء التي تعيش على أعماق سحيقة.
شلال تحت سطح مضيق الدنمارك … من روائع عالم قاع المحيطات والبحار :
يقول العلماء أن أكبر الشلالات في العالم توجد تحت الماء وبالتحديد تحت مضيق الدنمارك حيث تتكون هذه الشلالات عندما تتقابل مياه بحر الشمال الباردة والكثيفة مع مياه بحر إرمنغ الدافئة الخفيفة وعند الإلتقاء تنزلق مياه بحر الشمال إلى قاع المحيط بهبوط حاد الأمر الذي يخلق تدفقا سحيقا لهذه المياه يقدر بـ 123 مليون قدم مكعب في الثانية الأمر الذي يبرز ضخامة هذا الشلال.
نهر حمزة في البرازيل :
حيث يوجد هذا النهر على عمق حوالي 4000 متر أسفل نهر الأمازون يبلغ طوله 5950 كم اكتشف العلماء هذا النهر من نتيجة تحاليل بيانات 241 بئر قامت شركة النفط البرازيلية بحفرها في منطقة الأمازون.
تمت تسمية هذا النهر بـ حمزة تكريما للجيوفيزيائي فاليا حمزة وهذا النهر اكبر بكثير من ناحية العرض حيث يبلغ عرضه 200 – 400 كم من عرض نهر الأمازون الذي لا يتجاوز الـ 100 كم .
مقدار تدفق المياه في نهر حمزة هي بمعدل مليون غالون في الثانية وهي صغيرة مقارنة بتدفق مياه نهر الأمازون التي تقدر بـ 35 مليون.
بحيرة ويلانز في القطب الجنوبي :
يتراوح عمق هذه البحيرة بين 10 – 25 متر حيث كشفت عينات المياه المستخرجة من البحيرة عن وجود الميكروبات الحية دون الحاجة إلى أشعة الشمس حيث تتغذى هذه الميكروبات على حبوب اللقاح المتحجرة المدفونة تحت الجليد منذ أكثر من 35 مليون عام تقع هذه البحيرة تحت الجرف الجليدي روس غربي القارة القطبية الجنوبية .