لم يكن الباحثون على علم بشيء من أخبار الدولة التي قامت في حضرموت؛ ولكن بعد أن عثر على عدد من النقوش فيها أمكن التعرف على بعض تاريخها, ومن ذلك نعلم أنه قامت في حضرموت دولة كانت تعاصر كلًّا من حمير وسبأ وقتبان, وأنها صارت تابعة للدولة الحميرية الثانية منذ حوالي 115 ق. م إذ كان ملوك حمير يلقبون أنفسهم بلقب “ملوك سبأ وريدان وحضرموت ويمنات”.
أول ملوكهم:
ومن المعتقد حسب ما ورد في النقوش أن أول ملوك حضرموت هو “شهرم علام بن صدق إيل” وكان حفيده “معدي كرب” الذي يرجح أن حضرموت اندمجت في مملكة معين في عهده أو بعد وفاته؛ إذ يعتقد أنه بينما كان “معدي كرب” يحكم في حضرموت كان أخوه يحكم في معين.
ويبدو من بعض النقوش أن علاقات ودية أو تجارية كانت قائمة بين حضرموت وتدمر والأراميين في عهد ملك يدعى “العزيلط الثاني” .
اعادة بناء مدينة شبوة:
كما تشير النقوش كذلك إلى أن ملكًا آخر يدعى “يدع ال بين” بن “رب شمص” أعاد بناء مدينة شبوة وأقام بها وبنى معبدها بالحجارة بعد ما حل بها من تخريب، ولا يعرف سبب هذا التخريب؛ ولكنه يعزى إلى نشوب قتال بين سبأ وبين حضرموت أو إلى حدوث ثورة داخلية ربما أدت إلى القضاء على الأسرة الحاكمة وحلول أسرة أخرى محلها.
عاصمتها:
وكانت العاصمة القديمة لحضرموت هي “ميفعة” ثم انتقلت العاصمة بعد ذلك إلى “شبوة” التي يحتمل أنها أسست في القرن الثاني قبل الميلاد, وقد كشف فيلبي عن آثارها التي شملت أطلال كثير من المعابد والقصور وبقايا السدود التي أقيمت على وادي شبوة لحصر مياه الأمطار وكانت الحاصلات تنقل إلى “قن” وهي ميناء حضرمية إلى الشرق من عدن, وهي على الأرجح حصن الغراب الحالي, ومنها تصدر حاصلات حضرموت برًّا وبحرًا.
نهايتها :
ومن المرجح أن حضرموت فقدت استقلالها واندمجت نهائيًّا في مملكة سبأ وريدان في عهد “شمريهرعش” الذي حمل لقب “ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات”.
بواسطة: محمد أيمن هاروش