ولماذا يتحدث طفلكم معه ؟!
وكيفية التعامل مع هذا الوضع ؟!
إليكم التفسير حسب أقوال الدكتورة هبة عبد المجيد الزيني إختصاصية علم نفس الطفل و المراهق .
أسباب لجوء الطفل إلى صديق متخيل:
هناك أسباب عديدة تدفع الطفل للجوء إلى صديق متخيل منها:
- كون الطفل وحيد بلا أخوة و خاصة عند انشغال الوالدين ففي هذه الحالة يقوم الطفل باختراع شخص يبادله اللعب و الكلام ( تعتبر الدكتورة هبة هذه الظاهرة طبيعية وصحية ) فهي تنمي القدرات لدى الطفل و خاصة اللغوية مما يزيد في حصيلته الإبداعية الخلاقة وتنتهي هذه المرحلة عند دخول الطفل إلى المدرسة لأنه سيكون صداقات حقيقة و يتخلى تدريجيا عن الصديق المتخيل.
- عندما يرتكب الطفل الأخطاء يبحث عمن يتهمه بتلك الأخطاء هربا من العقاب وهنا يلجأ أيضا إلى الصديق المتخيل ولكن هذه المرة ليس لأجل اللعب معه ولكن من أجل أن يحمله الأخطاء و أن العقاب يجب أن يقع على هذا الصديق المتخيل.
- قد يكون الصديق المتخيل لتمرير رسائل خفية لا يستطيع الطفل مواجهة أسرته بها فيقول مثلا أن صديقي فلان ( الصديق المتخيل ) لا يحب هذا النوع من الطعام أو هذا اللون.
كيف يجب التعامل مع هذا الصديق الوهمي؟
بحسب رأي الدكتورة هبة الزيني يجب التعامل مع الصديق المتخيل بمنتهي الحرص:
- إذا كان دور الصديق المتخيل يقتصر على اللعب والمحادثة فلا يشكل أي خطورة على الطفل ويعتبر ذلك إيجابي ويجب أن يكون هذا الصديق مرحب به من قبل العائلة.
- أما إذا كان الصديق المتخيل من النوع الذي يحمله الطفل أخطائه فعلى الأسرة أن تعرف و تدرك جيدا أن الطفل يتهرب من المسؤولية ويعتبر ذلك خطر كبير يمكن أن يلازمه في عمره كله تقول الدكتورة هبه: يجب على الأسرة أن تتعامل بحزم و أن تنسب الخطأ للفاعل و أن تقوم بعقابه.
- إذا كان الصديق المتخيل من النوع الذي يستخدم لتمرير الرسائل فعلى الأسرة أن تقرأ محتويات تلك الرسائل المخفية التي يرسلها الطفل لأسرته فعندما يقول أن صديقه لا يحب هذا النوع من الطعام هذه الرسالة تعني أن الطفل نفسه لا يحب هذا الطعام وهنا يجب على الأسرة أن تسأل الطفل لماذا لا يحب صديقك هذا النوع من الطعام يجب عليك أن تخبره لأنه صديقك أن هذا النوع من الطعام مفيد ولذيذ وسوف يجعله قويا ألا تريد أن ترى صديقك قويا فعليك أن تجعله يشاركك في طعامك
الجهل في فهم هذا الصديق قد يهلك الطفل :
هناك الكثير من الأسر تتعامل بشكل مخطأ مع هذه الظاهرة فتنسب ذلك إلى مشاكل نفسية وخرافات وتقول الدكتورة أن الطب النفسي عموما يعاني من جهل الشعوب والعربية خاصة فتعتبر تلك الشعوب مريض الفصام ممسوس ومريض الهلوسة مكشوف عنه الحجاب و المريض العقلي مجذوب أما الطفل الذي يتحدث إلى صديق متخيل فهو شخص مخاوي وهي كلمة تعني أن له قرين من العالم السفلي وبسبب التخلف يأتي دور الدجل كعلاج فهناك قصص عديدة وحكايات راح ضحيتها أطفال بسبب الدجل والدجالين.
إن استمرار الصداقة لسنوات عديدة يشكل خطر حقيقيا وتصبح مشكلة تحتاج علاج نفسي طويل.