النفط تعريفاً هو مزيج معقد من الهايدروكربونات وهو مادة طبيعية يتم استخراجها من التكوينات الجيولوجية في تجويفات الأرض والتي قد تتجمع فيها عبر تحولاتٍ بطيئة للمواد العضوية دامت ملايين السنين. ويختلف النفط في مظهره ولونه وتركيبه بشكل كبير وذلك بحسب مكان استخراجه. وهو من أهم الخامات الطبيعية. فما هو النفط وما هي العوامل التي تؤثر في سعر النفط ؟
يسمى النفط خام وذلك عند استخراجه من تحت سطح الأرض وهذا النفط الخام يخضع لاحقاً إلى عملية تكرير للحصول منه على منتجات نفطية مختلفة. أي باختصار يتم إجراء عملية تقطير بالتجزئة يتم من خلالها فصله إلى مجموعة من المزائج تتمايز فيما بينها من خلال تدرجات نقطة الغليان في برج التقطير وعادة ما تسمى قطفات.
يتم تصنيف النفط من أنواع الوقود الأحفوري، وذلك بأنه تمَّ تشكّله تحت طبقات الأرض العميقة ومن كميات كبيرة من الكائنات المندثرة (الأحافير).
ويدخل تحت هذا المسمى العوالق الحيوانية، الطحالب والتي قد طمرت تحت الصخور الرسوبية ثم تحللت هذه الكائنات بغياب الأوكسجين وبارتفاع الضغط ودرجات الحرارة تحت سطح الأرض.
يتم استخراج النفط من باطن الأرض عبر آبار النفط التي يتم حفرها بالقشرة الأرضية ولكن بعد إجراء عملية مسح جيولوجي لإختبار نفاذية ومسامية الخزان الجيولوجي.
يعتبر النفط مصدراً مهماً من مصادر الطاقة الأولية ولذلك يتم تسميته بالذهب الأسود وذلك لأهميته الإقتصادية المرتفعة.
كيف يتم استخدام القطفات؟
لا يمكن استخدام القطفات النفطية المختلفة لنفس الإستخدامات… فيتم استخدامها على الشكل التالي:
القطفات الخفيفية:
تستخدم في مزائج وقود الطائرات ووقود السيارات لكافّة أنواعها.
القطفات الثقيلة:
تستخدم في تشغيل الآليات الثقيلة وإنتاج الطاقة الكهربائية وتشغيل المصانع.
كما يعد النفط هو المادّة الأولية الخام للصناعات الكيميائية على اختلاف منتجاتها بما فيها اللدائن والأقمشة والأدوية والأسمدة والمبيدات الحشرية.
أين يقع النفط؟
يمكن تصنيف المنطقة العربية وخاصّة منطقة الخليج العربي من أكثر المناطق غناّ بالإحتياطي النفطي. وهي كذلك من أكثر المناطق إنتاجاً وتصديراً له. حيث يتم نقله عادة بالناقلات أو بالأنابيب.
إن معدل إستهلاك النفط يزداد مع التقدم البشري والإعتماد على هذه الخامة كمصدر أساسي للطاقة. كما يلعب سعر النفط دوراً مهماً في الإقتصاد العالمي.
إن الإحتياطات النفطية عرضة لعدم التجدد والنضوب وخاصةً بعد الإقتراب المستمر لما يسمّى بذروة النفط (أكبر معدل لإنتاج النفط بالعالم) الأمر الذي فتح الباب للبحث عن بدائل جديدة للطاقة كالطاقات المتجددة حيث انعكس الإستعمال الفرط للنفط سلباً على المحيط الحيوي والنظام البيئي لكرتنا الأرضية .
سعر النفط وكيف يتم تسعيره؟
عادة ما يتم تسعير النفط بالبرينت والخام.
والبرينت هو: الخام النفطي الذي يستخدم معياراً لتسعير ثلثي إنتاج النفط العالمي، حيث يتم التسعير بناء على اختلاف نوع النفط ومدى بعده عن أسواق هذه الخامات. حيث كانت على مرّ التاريخ هذه الفوارق بين أسعار خام برينت وباقي أنواع النفط مبنية على الإختلافات المادية المرتبطة ببنية تلك الخانات والاختلافات بين موازين العرض والطلب على المدى القصير. وكذلك حالة المخزونات النفطية.
ومن العوامل التي تتحكم في حجم الفرق بين أسعار البرينت والخام الأمريكي هو تأثير المضاربة ومتغيرات الطلب العالمي والقرارات السياسية وأداء العملة الأمريكية وكلها تلعب دوراً في هذا الأمر.
ومن أجل تعزيز مكانة النفط الخليجي عالمياً قامت دول المنطقة إلى تغيير آلية تسعير النفط من أجل تعزيز القدرة التنافسية لخمس الإنتاج العالمي والتي تنتجه هذه المنطقة.
هناك محللون يقولون أن إعادة التسعير هي تطوير مستمر منذ بدايات صناعات النفط، وذلك للوصول إلى سعر عادل بعيد عن تحكم المنتجين حيث يرتبط بأساسيات السوق وهو ضروري جداً لدول الخليج التي تنتج ما يزيد عن 20 مليون برميل يومياً.
كما اعتزمت مؤسسة البترول الكويتية اعتماد العقد الآجل لنفط خام عمان من بورصة دبي للطاقة مؤشراً لتسعير صادرات النفط الخام الكويتي. والذي يتجه إلى القارة الآسيوية.
وقد المجلس الأعلى للبترول في أبو ظبي وذلك في تشرين الثاني عام 2019 إطلاق آلية تسعير جديد لخام مربان وهو الخام الرئيسي الذي تنتجه أدنوك ذراع الحكومي النفطي.
وقد أعلنت قطر للبترول من جهتها بياناً أنها ستغير من هجية تسعير النفط القطري البري والبحري، الذين تقوم بتسويقهما وبيعهما من تسعير بأثر رجعي إلى التسعير المسبق وذلك اعتباراً من شباط 2020.
كما أفادت الشركة القطرية أن منهجية التسعير الجديدة للنفط القطري البري والبحري ستعتمد على مؤشرات أسعار النفط الإقليمية الشفافة والمعلنة.
وكانت أكبر شركة نفط في العالم، أرامكو السعودية قد أقرّت تغيير آلية تسعير النفط المتجه لقارة آسيا وذلك في تشرين الأوّل عام 2018 لأول مرة منذ منتصف الثمانينيات.
ويقول محلل الأسواق النفطيّة أنَّ إثبات فشل أو نجاح منهجية آلية التسعير الجديدة للنفط الخام يتسغرق بعض الوقتحتى يتم تحديد متى جدواها.
وأنَّ آلية تسعير النفط هي بين طرفين المشتري والبائع. والتفكير في التغيير يطرحه أحد هذين الطرفين أما التوافق فيتم بين الإثنين لأنه سيكون في بنود العقد.
وقال أيضاً أن مسوغات التغيير متعددة لأنه يطلب منها تحقيق شروط حتى يستمر ارتباطها بمستجدات السوق. ومنها حجم سيولة النفط وتحرره من أي عقود حكومية وخضوعه للشروط الدولية.
إن التسعير يتغير بشكل مستمر كما يحدث في أمريكا وآسيا وأوروبا. ويمكن أن يشهد خام النفط تغييراً بالمكونات وطريقة احتسابه ومصدر التسعير.
كما أوضح المحلل النفطي أنّه تم في الماضي طرح عدّة بدائل للتسعير تتضمن كلّا من النفط العربي الخفيف والنفط المتوسط والنفط الكويتي ونفط البصرة ونفط زاكون ونفط ماريان كبديل مستحق لدبيّ يستدلّ به للتسعير.
وقال أيضاً: طبعاً يتم استحداث أنوع نفط جديدة تعبّر عن النوعية سواء الثقيل أو المتوسط أو الخفيف.
القدرة التنافسية:
قال جون لوكا وهو مدير تطوير بشركة ثانك ماركتس (Thank Markets): أن منهجية التسعير الجديد ستعزز من القدرة التنافسية لأنواع النفط الموجودة في المنطقة وستمنح المشتريين الحاليين والجدد القدرة على المقارنة السعرية (النفط العالمي والنفط الإقليمي). وتابع قائلاً: أن إعادة التسعير هو تطوّر طبيعي مستمر ومستحق منذ بدايات صناعة النفط، وذلك للوصول إلى سعر عادل بعيد عن تحكم المنتجين ومرتبط بأساسيات السوق.
وأكّد لوكا أن آلية فرض الأسعار التي تحتكرها الدول الكبرى تطورت إلى أسعار تفرضها الحكومات ومنظمة الدول المصدّرة للنفط أوبك ثم إلى أسعار تحددها الأسواق سواء كانت آجلة أو فورية.
وأشار لوكا إلى أن آلية التسعير تتأثر بتوقعات أسواق النفط لنوعية النفط الذي سيتم تسعيره، سواء سيكون هناك زيادة أو نقص في المعروض وكذلك الطلب عليه.
كما أكّد أن التغيير المقترح هو ليس تغيير في المعادلة التي يتم من خلالها حساب أسعار النفط ولكنّه تغيير في مصدر التسعير.
تصنيف النفط:
يصنف النفط في العالم حسب الكثافة النوعية له، وذلك وفقاً لمنظمة النفط الأمريكية (ABI) إلى:
- ثقيل جداً (أقل من 10 ABI)
- الثقيل (من 11 لل21 ABI)
- متوسط (من 22 إلى 30 ABI)
- خفيف ( من 31 إلى 39 ABI)
- خفيف جداً (أكثر من 40 ABI)
أسباب إنخفاض أسعار النفط:
تشير معظم البيانات التاريخية إلى أن أكبر الخاسرين من إنخفاض سعر النفط هي الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك هي أكبر الرابحين من إرتفاع أسعاره.
لماذا انخفض سعر النفط إذاً؟
هناك سبب غير مباشر وآخر مباشر..
السبب غير المباشر هو ثورة الغاز النفط الصخريين في الولايات المتحدة والتي جاءت من جهود القطاع الخاص وليس بسبب سياسات حكومية والسبب المباشر هو رد السعودية ودول الخليج عليها حيث هددت ثورة النفط والغاز في الولايات المتحدة الأهداف الإقتصادية والإستراتيجة للسعودية وقطر وكل دول الخليج والتي تتمثل في أسواق على المدى الطويل لنفطها وغازها. وبناء صناعات كثيفة الطاقة كالبيتروكيميائيات والمصافي وهددت أيضاً وحدة منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك والتي كانت دائماً تصرّ السعودية على وحدتها.
مصالح كبار الدول النفطية:
إن مصلحة كبار الدول النفطية تتطلب إيجاد سوق لكل أنواع النفط الذي تنتجه على المدى الطويل وبالتالي منع مصار منافسة من التعدي على حصصها في هذا السوق لهذا تتطلب كبار الدول النفطية والتي تعتمد بشكل أساسي على النفط في تسيير أمورها سعراً معتلاً للنفط بحيث يضمن لها دخلاً مستقراً على المدى القصير ويكون مستمراً على المدى البعيد.
ومن أهم نتائج السعر المعتدل أنه يضمن عائداً مجزياً للإستثمار في الصناعة وفي الوقف ذاته يخفض ذبذبة الأسعار. أمّا الدول المستهلكة فإن أكثر ما يهمها هو ضمان الإمدادات النفطية بأسعارٍ مستقرة، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كان السعر معتدلاً حيث يضمن استمرار الإستثمار في الصناعة لتأمين إمداداتها المستقبلية، كما يخفف من تذبذب الأسعار الأمر الذي يمكن المستثمرين في القطاعات المختلفة من الإستثمار دون خوف من التقلبات الكبيرة في أسعار النفط الخام. والتي يمكنها أن تؤدي في كثير من الأحيان إلى وقف أو تأخر هذه المشاريع. حيث تعتبر هذه النقطة هي جوهر المصالح المشتركة بين الدول المستهلكة والدول المنتجة.