5 أدوات ذكاء اصطناعي (AI) تستخدمها يومياً دون أن تعلم

بتاريخ: 2025-10-07

كتب في #الذكاء الاصطناعي

هل تعتقدون أن الذكاء الاصطناعي هو مجرد قصص خيال علمي وروبوتات متطورة ستغزو العالم في المستقبل؟ ماذا لو أخبرتكم أنكم تستخدمونه كل ساعة، بل كل دقيقة، دون أن تدركوا ذلك؟

تخيلوا معي وجود مساعد شخصي خارق، يعمل في الخفاء، ومهمته الوحيدة هي جعل حياتكم أسهل وأكثر متعة. هذا ليس خيالاً، بل هو الواقع المدهش للذكاء الاصطناعي الذي يعيش بيننا اليوم. إنه ليس مجرد تكنولوجيا قادمة، بل هو الشريك الصامت في هواتفنا، وأجهزة الكمبيوتر، وحتى سياراتنا.

في هذا المقال، سننطلق في رحلة شيّقة لنكشف الستار عن خمسة من هؤلاء “السحرة الخفيين” الذين يستخدمون قوى الذكاء الاصطناعي لخدمتكم يوميًا. استعدوا للدهشة!

1. مهندس الترفيه الشخصي (في نتفليكس وسبوتيفاي)

هل سبق أن أنهيتم مشاهدة مسلسل رائع على نتفليكس، وفجأة، يقترح عليكم التطبيق مسلسلاً آخر يصبح إدمانكم الجديد؟ أو كيف ينجح سبوتيفاي في إنشاء قائمة أغاني تبدو وكأنها تقرأ أفكاركم وحالتكم المزاجية؟

هذا ليس صدفة، بل هو عمل الذكاء الاصطناعي ببراعة! فكروا فيه كصديق يعرف ذوقكم الفني تمامًا. يقوم هذا “الصديق الذكي” بتحليل كل ما تشاهدونه أو تستمعون إليه، ويقارن اختياراتكم مع ملايين المستخدمين الآخرين الذين يشاركونكم الذوق نفسه. بناءً على هذه البيانات الهائلة، يتوقع بدقة مذهلة ما قد يثير إعجابكم تاليًا. إنه يصمم لكم عالمًا ترفيهيًا خاصًا بكم. أليس هذا رائعًا؟

2. الملاح العبقري (في خرائط جوجل وWaze)

لقد ولّت الأيام التي كنا نتوقف فيها لنسأل عن الاتجاهات. اليوم، نثق بتطبيقات الخرائط ثقة عمياء. ولكن، هل تساءلتم يومًا كيف تعرف هذه التطبيقات بوجود ازدحام مروري في شارع معين وتقترح عليكم طريقًا بديلاً أسرع؟

مرة أخرى، إنه الذكاء الاصطناعي! هذه التطبيقات لا تعرض لكم خريطة ثابتة، بل هي نظام حي يتنفس البيانات. يقوم الذكاء الاصطناعي بجمع معلومات لحظية من آلاف السائقين الآخرين على الطريق، ويحلل سرعاتهم، ويتوقع حركة المرور المستقبلية بناءً على أنماط تاريخية. إنه مثل قائد أركان حرب يرى ساحة المعركة بأكملها (المدينة) من الأعلى، ويوجهكم عبر أذكى وأسرع المسارات لتجنب “العدو” (الزحام). في المرة القادمة التي تصلون فيها إلى وجهتكم في وقت قياسي، اشكروا الذكاء الاصطناعي!

3. حارس البريد الإلكتروني الأمين

هل لاحظتم كيف أن صندوق الوارد (Inbox) في بريدكم الإلكتروني أصبح أكثر نظافة وتنظيمًا؟ أين ذهبت كل تلك الرسائل المزعجة والإعلانات غير المرغوب فيها؟ الجواب يكمن في مجلد “البريد العشوائي” (Spam)، والحارس الذي يضعها هناك هو الذكاء الاصطناعي.

يعمل مرشح البريد العشوائي كحارس أمن ذكي للغاية. لقد تعلم من خلال تحليل مليارات الرسائل الإلكترونية كيفية التمييز بين الرسائل المهمة والرسائل الاحتيالية أو المزعجة. إنه يتعرف على الكلمات المريبة، والروابط المشبوهة، وأنماط الإرسال غير المعتادة. والأجمل من ذلك، أنه يتعلم باستمرار. في كل مرة تبلغون عن رسالة بأنها “عشوائية”، أنتم في الحقيقة تدربون هذا الحارس ليصبح أفضل في حمايتكم. إنه درعكم الرقمي الصامت.

4. المساعد الشخصي الذي يسكن هاتفكم (Siri وGoogle Assistant)

عندما تقولون: “يا سيري، اضبطي المنبه على الساعة السابعة صباحًا”، أو “مرحباً جوجل، ما هي حالة الطقس اليوم؟”، أنتم لا تتحدثون إلى برنامج بسيط، بل تتفاعلون مع ذكاء اصطناعي متطور.

هؤلاء المساعدون الافتراضيون يستخدمون تقنيات معقدة تُعرف بمعالجة اللغات الطبيعية. أولاً، يفهم الذكاء الاصطناعي كلماتكم المنطوقة ويحولها إلى أوامر. ثانيًا، يبحث عن الإجابة أو ينفذ المهمة المطلوبة. وأخيرًا، يقوم بتكوين رد منطوق بلغة بشرية طبيعية. إنه أشبه بوجود باحث ومترجم وسكرتير شخصي في جهاز واحد، جاهز لخدمتكم في أي لحظة. إنه السحر الذي أصبح جزءًا من روتيننا اليومي.

5. منسق المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي

هل تشعرون أحيانًا أن صفحتكم الرئيسية على فيسبوك، أو إنستغرام، أو تيك توك تعرفكم أفضل من أنفسكم؟ لماذا تظهر لكم مقاطع الفيديو والمنشورات التي تجذب انتباهكم لساعات؟

المسؤول عن ذلك هو خوارزمية ذكاء اصطناعي قوية تعمل كمنسق محتوى شخصي لكم. يراقب هذا الذكاء الاصطناعي كل تفاعل تقومون به: كل إعجاب، كل تعليق، كل مشاركة، وحتى مدة مشاهدتكم لفيديو معين. يستخدم هذه المعلومات لإنشاء “بصمة اهتمام” خاصة بكم، ثم يقوم بملء صفحتكم بمحتوى يعتقد أنه سيجعلكم تتفاعلون أكثر. إنها ليست قائمة عشوائية من المنشورات، بل هي مجلة شخصية مصممة خصيصًا لإبقائكم مستمتعين ومشاركين.

ماذا بعد؟ المستقبل أروع مما نتخيل!

هذه الأمثلة ليست سوى قمة جبل الجليد، لمحة بسيطة عن عالم الذكاء الاصطناعي الذي ينمو ويتطور بسرعة مذهلة. نحن لا نتحدث عن المستقبل البعيد، بل عن حاضر نعيشه بالفعل. الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة، بل أصبح شريكًا إبداعيًا، ومساعدًا فعالاً، ونافذة تطل على إمكانيات لا حدود لها.

فكروا في الأمر: إذا كان هذا هو ما يفعله الذكاء الاصطناعي اليوم وهو يعمل في الخفاء، فماذا يخبئ لنا الغد عندما يصبح أكثر قوة ووضوحًا؟ نحن نقف على أعتاب ثورة تكنولوجية ستغير كل شيء نعرفه. فاستعدوا، لأن المستقبل قد بدأ لتوه، وهو يبدو أكثر إشراقًا وإثارة بفضل هذا الساحر المدهش!

شارك المقال:

انضم إلى نشرتنا البريدية

نسعى في نشرتنا البريدية أن نطلعكم على آخر التطورات في العالم العلمي، التقني، والإقتصادي، ومواضيع أخرى اخترناها لكم.

عن الكاتب

فريق الأذكياء

فريق الأذكياء

فريق الأذكياء هو فريق يسعى إلى دعم الثقافة العربية في المجتمعات العربية كافة فهو لا يرتبط بحدود إقليمية وإنما يعبر إلى الفكر العربي أينما كان لينمي ثقافته ويقدم له معلومات مختلفة بأيسر السبل.