إن الدراسة الحديثة لمؤسسة أوكسفورد إيكونومست المتخصصة بالتحليلات التنبأية توقعت أن يخسر العاملون بالقطاعات الصناعية حوالي 30 مليون وظيفة بحلول عام 2030 وذلك بسبب الأجيال الجديدة من الروبوتات الصناعية التي ستأخذ وظائفهم حيث أن هذه الروبوتات مزودة بقدرات أعلى بالذكاء الإصطناعي وتعلم الآلات بحيث أن كل روبوت سيقضي على 1.6 وظيفة يشغلها البشر من المصانع وخطوط الإنتاج كما توقعت أن يرتفع معدل إنتشارها بنسبة 30% وهذا سينعكس على زيادة الإنتاج الصناعي الكلي بنسبة 5.3% مما يعادل 5 ترليونات دولار وأكثر القطاعات تأثرا هما قطاع النقل والتخزين .
كما أفادت هذه الدراسة التي نشرتها المؤسسة على موقعها الرسمي بعنوان كيف ستغير الروبوتات العالم حيث أن ظهور الروبوتات الصناعية للمرة الأولى في مصنع جنيرال موتورز كان تأثيرها واضحا لكن هذا التأثير سيكون أكبر خلال السنوات المقبلة حيث سيحول صناعات العالم وإقتصاداتها لوضع آخر تماما بسبب التقدم المذهل لتقنيات الذكاء الإصطناعي وتعلم الآلة حيث انعكس ذلك في ظهور نوعيات مختلفة من الروبوتات أبرزها الروبوتات التعاونية وروبوتات التواجد عن بعد وروبوتات التشغيل الآلي للتخزين واللوجستيات .
تأثير الروبوت الفعلي :
أظهرت أيضا دراسة أوكسفورد إيكونومست معدل قياس التأثير الفعلي للروبوتات في الوظائف حيث أنه مع كل عملية يتم فيها تشغيل روبوت واحد لوظيفة واحدة يفقد 1.6 وظيفة من الوظائف التي يشغلها البشر .
كما تنبأت الدراسة أن هذا المعدل سيرتفع خلال السنوات الخمس المقبلة بفضل التقدم في الذكاء الإصطناعي والتعلم الآلي الأمر الذي سيؤثر بمختلف القطاعات خصوصا في خدمات الرعاية الصحية وتجارة التجزئة والنقل وفي مجال التأثير بالإنتاجية .
ما هي الوظائف المتأثرة :
وجدت الدراسة أن أكثر الوظائف التي يتوقع أن تتأثر بانتشار الروبوتات حتى عام 2030 هي الوظائف التي تتصف بالنمطية المتكررة مثل الأعمال في قطاعات النقل والتخزين والمستودعات أما الوظائف التي تحتاج إلى الإبداع والتعاطف أو الذكاء الإجتماعي ستكون أقل تأثرا وستبقى مشغولة من قبل البشر .
ما هي المناطق الأكثر تأثرا بظهور الروبوتات :
تقول دراسة أجرتها مؤسسة أوكسفورد إيكونومست أن معظم الوظائف التي سيتم فقدها بسبب الروبوتات ستكون المناطق الأشد فقرا و الأقل مهارة مشيرة إلى أن تثبيت وتشغيل كل روبوت إضافي في تلك المناطق سيقابله فقدان في الوظائف يصل إلى ضعف الوظائف المفقودة في المناطق ذات المهارة العالية وهذا سيزيد من معدلات البطالة المنتشرة أصلا في الدول الفقيرة .