يعد هشام بن عبد الملك بن مروان من خيار خلفاء بني أمية ، اتصف بالحزم والذكاء ، عاقلا ، مدبرة بصيرا بالأمور ، يقظا ، ساهرة على مصالح الأمة .
اصلاحاته
قام هشام بن عبد الملك بشق قنوات الري وحفر الآبار على طريق الحج ، وحرص تربية أولاده تربية صالحة.
كما أنه استطاع أن يعيد للدولة توازنها القبلي ، مما أدى إلى تجميد عملية التدهور مؤقتا.
الأوضاع الداخلية في عهد هشام بن عبد الملك
خرج في عهده زید بن علي ، أحد كبار زعماء آل البيت ، وهو لا يفتأ يذكر الخلاقة ويتمناها ، ويرى أنه أهل لها وأحق بها.
وتعلق العلويون به. (الذين ينتسبون إلى علي بن أبي طالب وهم ليسوا من الشيعة).
والتفت من حوله جموع أهل المدائن والبصرة وواسط والموصل وخراسان.
لكن يوسف بن عمر والي العراق استطاع أن يقضي على حركته.
وأصاب زید خلال الاصطدامات فتوفي متأثرا بجراحه .
الأوضاع الخارجية في عهد هشام بن عبد الملك
جبهة الشرق
شهدت جبهة المشرق اضطرابات خطيرة في عهد هشام أدت إلى تقليص الممتلكات في بعض المناطق .
فقد نشط الأتراك في بلاد ما وراء النهر ، وبخاصة في سمرقند ، لطرد المسلمين من البلاد ، وساندهم السكان الذين تحولوا إلى الإسلام حديثا ورفضوا الاستمرار في دفع الجزية التي كانت مقررة عليهم قبل أن يدخلوا في الإسلام .
وجرت عدة اصطدامات نتج عنها انسحاب المسلمين من بعض مناطق بلاد ما وراء النهر بما فيها بخاری ، وقيام اضطرابات في أنحاء متفرقة من البلاد .
وتمكن نصر بن سیار والي خراسان والعراق من حل مشكلة الخراج.
فأزال بذلك شكوى مسلمي مرو من جور النظام الضريبي المفروض عليهم. وعم الأمن والرخاء أرجاء خراسان .
جبهة أرمينية و أذربيجان
تعاقب على إمارة هذه الجبهة عدد من الأمراء المسلمين ، وشهدت منذ عام ( ۱۰۷ هجري / ۷۲۰ م ) ضغطا عسكريا إسلامية ، وبخاصة المنطقة المحيطة ببلاد الخزر.
أدى ذلك إلى تحجيم قوة الأتراك وإخضاع بعض المدن والقرى.
الجبهة البيزنطية
استمر النضال بين المسلمين والبيزنطيين في عهد هشام بن عبد الملك.
واهتم هذا الخليفة ببناء الحصون في مناطق الحدود لامتصاص الغارات البيزنطية من جهة،
واتخاذها قواعد انطلاق لغزو الأراضي البيزنطية من جهة أخرى .
وأغار المسلمون على منطقة آسيا الصغرى بشكل دوري .
وفتحوا عدة حصون منها خنجرة وخرشنة وقيصرية وصمالو. وحاصروا دوريليوم ونيقية وطوانة ويرجمة.
كما نفذوا عدة حملات بحرية ضد الجزر القريبة مثل قبرص وصقلية .
كان رد الفعل البيزنطي محدودة نسبيا ، وتعد معركة ربض أكرن التي خاضها الأمبراطور البيزنطي ليو الثالث ضد القوى الإسلامية في عام ( ۱۲۲ هجري / 74 م ) ، آخر المعارك الكبرى بين الأمويين والبيزنطيين.
وترتب عليها أن جلا المسلمون عن الجزء الغربي من آسيا الصغرى.
وارتبطت بهذه المعركة قصة البطل التركي المعروف بعبد الله البطال الذي قتل في هذه المعركة.
جبهة شمالي أفريقية
عانى الأمويون على هذه الجبهة من عداء البربر بعد أن استقطبهم الخوارج.
وتطور هذا العداء إلى ثورة في عام ( ۱۲۲ هجري / ٧٤٠ م ) بفعل اشتطاط والي طنجة في طلباته المالية.
فأرسل الخليفة جيش بقيادة عامله على مصر حنظلة بن صفوان الكلبي فانتصر على الثائرين في معركتي الأصنام والقرن.
وفاة هشام بن عبد الملك
توفي هشام بن عبد الملك يوم الأربعاء لست خلت من (شهر ربيع الآخر عام ۱۲۰ هجري / شهر شباط عام 743 م ) .