يعتبر مرض عمى الألوان من الأمراض الميئوس من علاجها ومع ذلك فالأطباء ينصحون المصابين بإيجاد وسيلة ما للتعايش معه وتقبل ذلك المرض فمرض عمى الألوان يصيب 8% من الذكور و 0.4% من النساء وهو ينتج بسبب عيب جيني صغير .
العمى الدالتوني :
يعتبر عمى اللونين الأخضر والاحمر هو مرض معروف منذ زمن طويل ويسمى بالدالتونية نسبة إلى الطبيب والكيميائي الإنجليزي جون دالتون الذي كان هو من المرضى المصابين بهذا الخلل وهو من أوائل من وصفوا حالة القصور في رؤية الألوان وقد كان دالتون يري الأصفر والأخضر والبرتقالي على أنها ظلال للون الأصفر.
وقد تمكن العلماء من إثبات أن جون دالتون يعاني من عمى ألوان بعد 150 عاما من وفاته حيث تم رصد المورثة المشوهة عند دالتون عند الحمض النووي DNA من نسيج محفوظ من عيني دالتون .
جون دالتون مكتشف مرض عمى الألوان :
قام العالم الكيميائي والطبيب الكبير جون دالتون بوصف عمى الألوان المصاب به من خلال محاضرة ألقاها في جمعية مانشستر الأدبية الفلسفية وكان ذلك قبل 200 عام ومنذ ذلك الوقت تم وصف عمى الألوان باسم دالتون وقد توصل إلى 2 من أشكال عمى الألوان.
التمييز بين ظلال الألوان عند المصابين بـ مرض عمى الألوان :
قام أخصائي البصريات في مدينة أولتن السويسرية ( فريتس بوسر ) بوصف اصابته بعمى الأحمر و الأخضر حيث قال إننا لا نرى كل شيء بالرمادي لكننا فقط نرى بصورة مختلفة.
يقوم بوسر بتدريب مختصين في الإعاقة البصرية ومدرسي ضعاف البصر في ألمانيا حيث أضاف معلقا على تعايشه مع هذا المرض عندما أقوم بجمع ثمار التوت برفقة ابني يقوم هو بجمع كميات أكبر من التوت الأحمر بينما أجد أنا التوت الأسود بصورة أفضل.
أشار جراح العيون كراستل أن بعض المصابين بعمى الألوان يميزون بين ظلال الأصفر البني والأصفر الرمادي والبني أفضل من الذين لديهم ابصار طبيعي.
أكد بوسر أن تأثير مشكلات الألوان قليل على مسار حياته اليومية وقال أن أكبر ما تشكله من قيود هو اختيار الوظيفة فهؤلاء المصابون بعمى الألوان لا يناسبهم العمل كسائقي قطارات أو طيارين لأن هذه الوظائف تعتمد على الإشارات اللونية.
مرض عمى الألوان لا شفاء منه :
بالرغم من أن عمى الألوان مرض لا شفاء منه وغير قابل للتصحيح إلا أن المصابين به ممن ينظرون إلى وسيلة مساعدة يمكنهم أن يجدوا عروضا عبر الإنترنت عن عدسات خاصة تعمل كمصافي ألوان يعتقد أنها قادرة على تصحيح عمى الأخضر والأحمر .
أشار كراستل إلى أن هذه العدسات تغير بالفعل رؤية الألوان حيث تمكن الشخص المصاب بعمى اللون الأخضر والأحمر من إجتياز إختبارات جدول الألوان ومع ذلك فإنها تضعف من رؤية الألوان وفي هذا السياق يقول كراستل يحدث تحول في المشكلة لذلك ينصح الخبراء هؤلاء المصابين بعمى ألوان الأحمر والاخضر بتقبل هذا المرض .
النتيجة :
ينصح الخبراء بإخضاع جميع الأطفال لفحوص عمى الألوان وذلك في بدء حياتهم المدرسية حتى وإن لم تظهر عليهم اعراضه لكي يتجنبوا صعوبات التعليم كما اشار كراستل إلى أن المواد المدرسية المرتبطة بالألوان كالخرائط تستخدم باستمرار في المدارس .
وإذا اظهر التشخيص إصابة الطفل بعمى الألوان فأنه يتعين إبلاغ المدرسين كما يجب أن يكون الطفل على وعي بهذه المشكلة.