من هو مسيلمة الكذاب:
هو مسيلة بن حبيب ويكنى أبا ثمامة كان هذا رجلاً يحسن شيئاً من الشعوذة والنيرنجات وكان يصل جناح الطير ويدخل البيض في القارورة وكان يدعي النبوة ورسول الله بمكة قبل أن يهاجر ويسمى برحمان اليمامة وكان يبعث بناس إلى مكة فيسمعون القرآن ويأتونه فيقرأوه على الناس.
وفد مسيلمة وبنو حنية:
ثم وفد مسيلمة على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني حنيفة فذكر للنّبيّ صله أنه يقول لو جعل الأمر لي بعده لاتبعته فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده مسحة من نخل (قاله الواقدي) وقال ابن إسحاق: عسيب من سعف النخل في رأسه خويصات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أقبلت ليغفرن الله لك ولئن أدبرت ليقطعن الله دابرك وما أراك إلّا الّذي رأيته (يعنى رؤياه) ولو سألتني هذه الشطبة ما أعطيتك فلما أراد الوفد الرجوع أجازهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هل بقي منكم أحد قالوا رجل تنصر وخالفنا قال ليس ذاك بشرِّكم مكاناً وأمر له بمثل ما أمر لهم.
مراسلة مسيلمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فلما انصرفوا ادعى الشركة في النبوة واحتج بقوله أنه ليس بشرِّكُم مكاناً فلما شهد له الرحال بن عنفوة وافتتن الناس به فكتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم (إلى محمد رسول الله من مسيلمة رسول الله سلام عليك أما بعد فإني قد أشركت في الأمر معك وأن لنا نصف الأرض ولقريش نصفها ولكن قريشاً يعتدون) وكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم (من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب سلام على من اتّبع الهدى أمّا بعد ف إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها من يَشاءُ من عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) فلما ورد عليه الجواب افتعل كتاباً يزعم انّه جواب كتابه إلى محمّد صلى الله عليه وسلم أنه جعل له الأمر من بعده.
اختلاقه لكتاب خاص به:
وكان يزعم أن جبريل يأتيه من عند الله ويتلو عليهم من أسجاعه المزورة (سبح اسم ربّك الأعلى الّذي بسّر على الحبلى فأخرج منها نسمة تسعى من بين أحشاء وتبلى فمنهم من يموت ويدس إلى الثرى ومنهم من يبقى إلى أجل مسمىً والله يعلم السرّ وأخفى) مع أشباه ونظائر كثيرة وكان يدعي الشركة في النبوة.
معركة اليمامة:
فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم سار إليه خالد بن الوليد والتقى المسلمون وبنو حنيفة واقتتلوا قتالاً شديداً لم يكن في الإسلام يوماً أشد منه حتى كسروا بنو حنيفة جفون سيوفهم وقتل من المسلمين ألفان ومائتان وجرح أكثر من بقي وقتل زيد بن الخطاب صاحب راية المسلمين وانهزموا حتى خلص بنو حنيفة إلى فسطاط خالد بن الوليد وكان البراء بن مالك إذا حضرت الحرب أخذته العرواء حتى يقعد عليه الرجال فإذا رقد وبال مثل نعاعة الحناء ثم ثار كالأسد فأصابه ذلك ثم حمل عليهم فانكشفوا وتبعهم حتى أدخلهم حديقة الموت ثم غلقوا الباب دونه فقال البراء احملوني درقةً وألقوني فيهم فضاربهم حتى فتح الباب ودخل المسلمون فقتلوا وقتلوا مسيلمة قتله وحشي وعبد الله بن زيد.
فمر به رجل فقال أشهد أنّك نبيّ ولكنّك شقىّ. وفتح الله ذلك على المسلمين وقتلوا محكم بن الطفيل سيد بني حنيفة وقائدهم وكان ثمامة بن مالك قال لمسيلمة لما ادعى الشركة في النبوّة
مسيلمة ارجع ولا تمحك … فإنك في الأمر لم تشرك
كذبت على الله في وحيه … هواك هوى الأحمق الأنوك
فما في السما لك من مصعد … وما لك في الأرض من مبرك
ورثى رجل من بنى حنيفة مسيلمة بعد ما قتل
لهفي عليك أبا ثمامة … لهفي على ركني شمامه
كم آية لك فيهم … كالشمس تطلع في غمامه
بواسطة: محمد أيمن هاروش