من أبوه عبد العزيز بن مروان … ومن كان جده الفاروقا
وكان أخوه الأصبغ بن عبد العزيز عالماً بخبر ما يكون وابنته حبيبة عالمة بخبر ما يكون وذلك لعلم وقع إليهم ويقال لعمر أشج بني أمية وذلك أنه ضربته دابة في وجهه فلما رآه الأصبغ أخذه وقال الله أكبر أشج بني مروان الذي يملك قال الأصمعي هو في كتاب دانيال الدردق الأشج.
ولاية عمر بن عبد العزيز:
فلما بايعوه وصعد المنبر أمر برد المظالم ووضع اللعنة عن أهل البيت رضي الله عنهم وحض على التقوى والتواصل ثم تصدق بثوبه ونزل.
فكتب اليه عمر بن الخارجىّ :
لئن قصدت سبيل الحق يا عمر … أخاك في الله أمثالي وأشباهي
وإن لحقت بقوم أنت وارثهم … وسرت سيرتهم فالحكم للَّه
وعم في زمانه الرخاء والعيش الكريم ولم يبقى في ارض المسلمين فقير واحد وملء بلاد الإسلام عدلا ولُقب بخامس الخلفاء الراشدين لما كان من عدله ورُشده .
وعزل عمر بن عبد العزيز يزيد بن المهلب عن خراسان وطالبه بالأموال التي أصابها من جرجان وكان يقول لا أحب آل المهلب لأنّهم جبابرة ويزيد بن المهلب كان يقول عنه إني لأظنه مرائياً وولى خراسان عبد الرحمن بن نعيم الغفاري والعراق عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب.
وفاة عمر بن عبد العزيز:
فلما مرض دخل عليه بعض بني أمية فرآه على فراش من ليف تحته وسادة من أدم مسجى بشملة ذابل الشفة كاسف اللون فسبح الله وبكى وقال يرحمك الله لقد خوفتنا باللَّه عز وجل وأيقنت لنا ذكراً في الصالحين ومات رحمه الله بدير سمعان وهو ابن تسع وثلاثين سنةً, سنة إحدى ومائة وكانت ولايته سنتين وخمسة أشهر وأيّاما. فقيل فيه:
قد غيب الدافنون اللحد إذ دفنوا … بدير سمعان قسطاس الموازين
من لم يكن همه أرضاً يفجرها … ولا النخيل ولا ركض البراذين
ولما مات عمر بن عبد العزيز هرب يزيد بن المهلب عن حبسه وصار إلى البصرة واستجاش ودعا الى التبرّي من بني أمية والرجوع إلى الكتاب والسنة.
بواسطة: محمد أيمن هاروش