سبب الحرب
وقعت الحرب بسبب مقتل “كُلَيْب”، واسمه الحقيقي وائل بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب.
بداية الحرب
كان كليب بن ربيعة ملكًا على العرب، وكان شخصيَّته غير عادلةٍ وقويَّة أيضا، فقد خرج يوما إلى الحِمَى وقام بتصفح الإبل، فرأي ناقة الجرميِّ فرمى ضرعها فأصابها حتى بركت في فناء صاحبها، فإذا بالبسوس قد سمعت صراخ جارها الجرميُّ فخرجت إليه، فصرخت واا ذُلَّاه، وكان جسَّاس حينها يراها، فقال لها: “اسكتي ولا تُرَاعي، وقال لهما: إنِّي سأقتل جملًا أعظم من هذه الناقة، سأقتل غلالًا (الذ ي هو فحل إبل كليب الذي لم يُرَى مثله في زمانه قط)، تتبَّع جسَّاسُ كليباً يومًا فقتله، وكانت تلك بداية شرارة الحرب.
– ثم ركب جسَّاسٌ على فرسه بعد قَتلِه لكليبٍ، وعندما رآه والده قال: لقد أتاكم جسَّاسٌ بداهية.
– فقال جساسُ لأبيه : طعنتُ طعنةً يجتمع بنو وائلٍ غدًا لها رقصًا.
– قال أبوه: ومن طعنت؟ لأمك الثكل.
– قال: قتلتُ كُلَيْبًا.
وقد كان في ذلك الوقت همَّام أخو جساس ومهلهل أخو كليب يجتمعان للشراب، فأرسل جسَّاس له جاريةً لتُخبره، وقال همَّام لمهلهل: «اشرب في اليوم خمرٌ وغدًا أمر». و بعدما سكر مهلهل خرج همَّام ، وذهبوا لكُليبٍ وقاموا بدفنه، بعد ذلك ثارت قبيلة تغلب لمقتل كُليب وبدأت في حرب قبيلة بكر حنى تأخذ ثأرها لمقتل ملكها، وكان قائد الحرب هو المهلهل بن ربيعة.
والمهلهل اسمه عدي، وقيل: امرؤ القيس. وهو خال امرؤ القيس بن حجر الكندي ولُقِّب مهلهلًا؛ لأنَّه أوَّل من هلهل الشِّعْرَ وقصد القصائد، وأوَّل من كذب في شعره، وكانت للحرب أيَّامًا عديدة ذكرها العرب.
أيام الحرب:
يوم عنيزة أوَّل قتالٍ بينهم عند فلج، والتقوا بماءٍ يُقال له النهى كانت بنو شيبان نازلةً عليه، وكان رئيس تغلب هو المهلهل، ورئيس شيبان هو الحارث بن مُرَّة، و كانت الشوكة في بني شيبان، والدائرة لبني تغلب, ولم يُقتل أحدٌ من بني مُرَّة في ذلك اليوم.
يوم الذنائب.
التقوا بالذنائب (هضبة تقع جنوب غرب محافظة عفيف بالرياض بـ80 كيلومترًا)، وكانت تلك أعظم واقعةٍ بينهم، ظفرت بنو تغلب وقُتِل هذا اليوم شراحيل بن مرَّة بن همَّام بن ذهل بن شيبان، وقُتِل الحارث بن مرَّة وقتل أيضا من بني ذهل بن ثعلبة عمرو بن سدوس بن شيبان وغيرهم من رؤساء بكر.
في ذلك اليوم اقتتلوا قتالًا شديدًا، انتصرت فيه تغلب أيضًا، وكثر القتل في بكر؛ فقُتِل همَّام بن مرَّة .
وهناك أيام ذكرت بدون التفصيلٍ في أحداثها، وهي: يوم عُوَيرِضاَت، ويوم أنيق، ويوم ضرية، ويوم القصيبات، وقد انتصرت فيه تغلب أيضًا.
ويُعرف بيوم الفصيل الذي انتهت فيه تلك الحرب التي دامت طويلاً؛ وقد انهزت فيه قبائل تغلب، وهرب المهلهل و فارق قومه و نزل في بني جنب، وبعدها انتهت الحرب وتفرَّقت بعد تلك الحرب بوقائعها قبيلة تغلب، وارتحلوا إلى جزيرة الفرات شمال غرب بلاد العراق، وسُمِّيت بديار ربيعة.