حديثنا اليوم عن الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة وأحد الثمانية الذين سبقوا للإسلام وأحد ستة أهل الشورى الذين توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض
هو طلحة الخير كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد وطلحة الفياض كما سماه في موضع آخر وطلحة الجود كما سماه في موضع آخر إنه طلحة بن عبيد الله أبو محمد رضي الله عنه وأرضاه.
اسمه ونسبه:
هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضير بن كنانة القرشي التيمي المكي.
وهو يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في جده مرة بن كعب ويجتمع مع ابي بكر في جده تيم بن مرة فكلاهما من قبيلة تيم.
اسلامه :
أسلم طلحة رضي الله عنه إثر دعوة من أبي بكر رضي الله عنه وكانت هذه الدعوة بعد رحلة إلى بصرى التقى فيها براهب بشره ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم .
وعن هذه الرحلة يتحدث سيدنا طلحة قائلاً في ما رواه البيهقي بسنده:
حضرت سوق بصرى فإذا راهب في صومعته يقول: سلو أهل هذا الموسم أفيهم أحد من أهل الحرم؟ قال طلحة: قلت: نعم أنا, فقال: هل ظهر أحمد بعد؟
قلت: ومن أحمد؟ قال: ابن عبد الله بن عبد المطلب, هذا شهره الذي يخرج فيه, وهو آخر الأنبياء, مخرجه من الحرم, ومهاجره إلى نخل وحرة وسباخ, فإياك أن تسبق إليه.
فقال طلحة: فوقع في قلبي ما قال فخرجت سريعا حتى قدمت مكة فقلت: هل كان من حديث؟ قالوا نعم محمد بن عبد الله الأمين تنبأ وقد تبعه إبن أبي قحافة (أبو بكر الصديق) قال: فخرجت حتى قدمت على أبي بكر فقلت: اتبعت هذا الرجل قال: نعم فانطلق إليه فادخل عليه فاتبع فإنه يدعو إلى الحق, فأخبره طلحة بما قال الراهب فخرج أبو بكر لطلحة فدخل به على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم طلحة وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بما قال الراهب فسرَّ الرسول صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم بذلك.
رضي الله عن أبي بكر الصديق فقد أسلم على يديه خمس من العشر المبشرين بالجنة
وهم طلحة بن عبيد الله و الزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف فله أجر أعمالهم بالإسلام لا ينقص ذلك من أجورهم شيء وهم الابطال أساس هذه الأمة فكما قرأتم فقد أسلم طلحة رضي الله عنه على يدي أبي بكر رضي الله عنه.
جهاده
وفاته:
قُتِل رضي الله عنه يوم الجمل، وهو يقاتل بيد واحدة لان اليد الثانية شلّت في يوم أحد وهو يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم, قتل طلحة رضي الله عنه بسهم في ثغرة نحره، وعندما شاهده سيدنا علي رضي الله عنه مَرميّاً على الأرض قال: (يعزُّ علي أبا محمد أن أراك تحت نجوم السماء).
ثم أزال التراب عن وجهه وتَرحّم عليه، وكان عمره عندما قُتل اثنتين وستين سنة.
جمعنا الله وإياكم مع طلحة رضي الله عنه في الفردوس الأعلى بصحبة حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم
بواسطة: محمد هاروش.