الجغرافيا السياسية (الجيوسياسية) تعريفا هي : العلم الذي يدرس العلاقة بين الجغرافيا والسياسة بشكل عام ثم تتعمق شيئا فشيئا لتصف العلاقة على أنها تأثير و تأثر بين الجغرافيا و السياسة وغالبا ما يكون تركيزها على الأثر الذي تتركه السياسة فوق مساحة جغرافية ما.
وتعرف أيضا على أنها دراسة الوحدات أو الأقاليم السياسية كظاهرات على سطح الكرة الأرضية إن المفهوم الحقيقي للجغرافيا السياسية يشير إلى دراسة الظواهر الطبيعية فوق سطح الكرة الأرضية من أقاليم ووحدات سياسية وما تمتلكه من مقومات للإستمرار في وجودها وما يؤثر على تطورها من الخصائص الجغرافية والسياسية في آن واحد
المفهوم العام للجغرافيا السياسية :
قد قدم رواد الجغرافيا تعريفات متعددة للجغرافية السياسية فالتعريفات المختلفة تظهر مدى تأثير الجغرافيا على السياسة والأثر المترتب لكل منهما على الآخر فهناك العديد من القرارات السياسية التي تمكنت من إحداث تأثيرات جغرافية لعدد كبير من المناطق الطبيعية.
ما هي المجالات في علم الجغرافيا السياسية :
إن جل اهتمام الجغرافيا السياسية هو معالجة الوجه الجغرافي و السياسي للعالم أجمع فهذا المجال هو من أكثر المجالات تعقيدا نظرا للتجزئة الواضحة للمعالم فوق سطح الأرض وتقسيمها إلى وحدات سياسية تتفاوت فيما بينها في الحجم المساحي و السكاني
وتتفرع عنها عدة فروع أهمها الجيوبوليتيكس إلا أن هناك فرق فيما يبحث فيه كل منهما وتعنى الجغرافية السياسية بمواكبة أحدث مظاهر التحول التي تطرأ داخل الوحدات السياسية سواء كان ذلك من حيث السكان أو الموارد أو العلاقات الدبولوماسية بين الدول.
فالجغرافيا السياسية ترتبط ارتباط وثيق بأنواع العلوم الأخرى سواء أكانت إقتصادية أو طبيعية أو حضارية وتسعى الجيوسياسية إلى تقديم كل الخصائص المخفية وتوضيحها أمام السياسات كما تضع وصف دقيق للخارطة السياسية العالمية على هيئة خطاب سياسي ذو علاقة بالجغرافيا وتعتبر الجغرافيا السياسية واحدة من أهم العلوم الأكادمية حديثة النشأة
الفارق بين الجغرافيا السياسية وعلم السياسة:
إن الفارق كبير بينهما على الرغم من أن الموضوع في أسسه العامة مشترك بالنسبة للدولة فالدولة بالنسبة للجغرافيا السياسية عبارة عن عنصرين فقط هما الأرض والشعب وينجم عن ذلك عنصر ثالث هو نتاج التفاعل بين العنصرين السابقين والعلاقة بين هذين العنصرين شديدة التعقيد والتشابك وتؤدي في النهاية إلى سلامة تكوين الدولة أو عناصر ضعفها و قوتها وفي دراسة هذا المجال يضع الجغرافي السياسي أمام عينيه حدود الدولة كإيطار محدد لهذه الوحدة في الجغرافيا السياسية على الرغم مما تتعرض له الحدود كم تغييرات مستمرة وفي هذا يقوم الجغرافي بدراسة الدولة داخل علاقتها بالمجتمع الدولي المجاور لها والبعيد عنها الأمر الذي يعطي دراسة الجغرافيا السياسية بعدا جديدا
من ما تقدم نجد أن الفارق كبير بين هذا علم السياسة الذي يسعى إلى إيجاد تناسق في علاقات الدول بينما هذه الجغرافيا تقوم بتحليل العلاقة بين الظروف الجغرافية الطبيعية البشرية داخل الدول وبما أن الجغرافيا السياسية والعلوم السياسية عامة تتناول موضوعات شائكة ومن الصعوبة وجود الموضوعية المطلقة في الدراسات التاريخية والوثائق التاريخية فإن الكاتب في العلوم السياسية أو الجغرافية السياسية لا يمكن له أن يتجرد تماما من صفة الموضوعية لأسباب عدة منها:
- العواطف و الإنتمائات القومية.
- عواطف الإرتباط بتجمع حضاري معين كالإنتماء إلى عالم صناعي أو غربي أو نامي
- مشاعر عنصرية مرتبطة بطبيعة الإنسان وتتجلى بالدول الغربية
- كذلك تختلف نظرة الكاتب السياسي باختلاف إنتماءه الأديولوجي مثال الكاتب الإستعماري القديم يختلف عن الكاتب الإمبريالي المعاصر وكلاهما يختلف تماما عن الكاتب الماركسي في تحديد الأحداث السياسية لكنهم كلهم يتفقون على أن الإقتصاد والتجارة محرك أساسي للتخطيط السياسي