الأسلحة البيولوجية تعريفا هي : وهو مصطلح عسكري يقصد به الوسائل والمسببات التي تستخدم لنشر الأمراض الفتاكة والمعدية في صفوف العدو وذلك من أجل التأثير على كفائتها وبالتالي لإلحاق الهزيمة بهم وسهولة حسم نتيجة المعركة .
الأسلحة البيولوجية :
وهي ما يقصد بها الإستخدام المخطط للكائنات الحية أو سمومها وذلك لإحداث الوفاة وإضعاف القدرة البشرية وتستخدم أيضا في تدمير الثروة الزراعية والحيوانية.
تعريف الأسلحة البيولوجية بحسب قاموس الجيش الأميركي وهو إدخال الكائنات الحية ومضاداتها السامة والهرمونات المنظمة لنمو النباتات لكي تسبب الموت أو الإصابات في الإنسان والحيوان وحتى النبات أو تكون لأجل الدفاع ضد تلك الأفعال.
من هنا نستطيع القول بأن الأسلحة البيولوجية هي إحدى أسلحة الدمار الشامل والتي تستخدم لقتل الأفراد والحيوانات والمزروعات،تحدث الإصابات بالأسلحة البيولوجية منها الميكروبات المعدية.
تعريف الميكروبات المعدية أو المسببة للأمراض : هي كائنات حية دقيقة تسبب الأمراض المعدية وهي ميكروبات صغيرة جدا لدرجة أن نقطة واحدة من الماء يمكن أن تحتوي على مئات الملايين منها.
إستخدامات الأسلحة البيولوجية عبر التاريخ:
لقد استخدمت الأسلحة البيولوجية في الحروب للتعذيب أو الهلاك وقد اكتسب هذا السلاح قوة تدميرية في العصور القديمة بالرغم من بدائيته وذلك لعدم وجود القدرة الطبية على معالجته وعدم وجود الوسائل الطبية للحماية منه واكتشاف وجوده.
سطر المؤرخون قديما شواهد عديدة قد حصلت قبل 2000 عام إذ استعملت الدخان ، الحرائق ، الأبخرة السامة التي تسبب للإنسان الإرتخاء والنعاس وسوف نعرض من ذلك التاريخ الطويل في السلاح البيولوجي.
يعتقد أن أول استخدام للأسلحة البيولوجية كان على يد القائد اليوناني سولون وذلك في عام 600 قبل الميلاد وقد استخدم جذور نبات الهيليوروس من أجل تلويث مياه النهر التي يستخدمها أعدائه للشرب الأمر الذي أدى إلى مرضهم وسهل له إلحاق الهزيمة بهم.
أما في عام 184 قبل الميلاد قد استخدم هانيبعل الثعابين كسلاح وذلك حين ألقى أكياس مملوءة بها على ظهور سفن الأعداء مما نشر الذعر بين البحارة و الإرتباك وبالتالي هزيمتهم أمام هانيبعل ومنذ ذلك الحين أصبحت عملية تسميم مياه الشرب والمؤكولات من الأمور الشائعة في الحروب.
وكانت من أسهل الوسائل لهذا الغرض إلقاء جثث الحيوانات والجنود المتعفنة في مصادر وفي عام 1155 قام الإمبراطور فريدريك بربروسا باحتلال مدينة تونوتا الإيطالية وذلك بتسميم خزانات المياه فيها مياه الشرب للأعداء فقد لاحظ العسكرييون القدامى أن عدد من يموت بسبب الأمراض المعدية يفوق عدد القتلى بسبب المعارك الحربية.
حيث اعتبر الطاعون سلاحا بيولوجيا في الفترة الممتدة بين عامي 1348 -1350 حيث فتك بما يزيد عن ربع سكان أوروبا حيث لقب في ذلك الحين
أما في عام 1763 حيث قام أحد قادة الحملات البريطانية في أميريكا بإهداء غطائين ومنديل من مستشفى الجدري إلى معسكرات الهنود الحمر الأمر الذي أدى إلى تفشي وباء الجدري بينهم وقد استخدمت أيضا هذه الأسلحة في الحروب الأهلية الأمريكية حيث قام كل من الأمريكيون الشماليون والجنوبيون بتسميم مياه الشرب عن طريق إلقاء جثث الخنازير والخراف فيها .
أما في الحرب التي جرت بين عامي 1899-1902 والتي عرفت بحرب البوير حيث قتل التيفوئيد أعدادا أكثر بكثير من التي أسفرت عنها المعارك
أما في عام 1941 قامت طائرات بإلقاء علب مليئة بالحشرات على الخطوط الدفاعية السوفييتية وذلك لنشر الأوبئة والأمراض وخفض الروح المعنوية للجنود ونشر الذعر بينهم
ولقد اتهمت كل من كوريا الشمالية والصين أمريكا باستخدام الأسلحة الجرثومية ضدهم وذلك بين عامي 1950 – 1953 كما استخدمت أمريكا الأسلحة الجرثومية في حربها مع الفيتنام
كما استخدم الصليبيون السلاح البيولوجي ضد المسلمين في الحرب الصليبية وذلك بإلقاء جثث الموتى المصابين بالأمراض المعدية في قلب المعسكرات الإسلامية وذلك من أجل نشر الأمراض الفتاكة كالطاعون والجدري والكوليرا في صفوف المسلمين
ومنذ بداية القرن العشرين بدأ القادة العسكريون يهتمون اهتماما كبيرا بهذه الأسلحة الجرثومية وذلك لقدرتها التخريبية الهائلة وقد شهدت الفترة ما بين حرب البويير والحرب العالمية الأولى مؤتمرات للسلام تم عقدهم في مدينة لاهيك بين عامي 1999-1907 حيث اتخذت فيه الدول الكبيرة أهم قراراتها لمنع استعمال تلك الأسلحة البيولوجية ولم تعارض أي دولة هذه القرارات سوى الولايات المتحدة الامريكية
ولكن في النهاية كانت هذه القرارات مجرد حبر على ورق حيث في اول حرب اشتعلت بعد تلك القرارات كانت الحرب العالمية الاولى حيث خان بعض الموقعين وتراجعوا عن توقيعاتهم واستعملت هذه الأسلحة على نطاق واسع من قبل الأطراف المتحاربة ثم بدأ تطوير الأسلحة البيولوجية بعد الحرب العالمية الأولى
وفي الفترة ما بين 1936 – 1946 قامت كل من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية بإنشاء المختبرات والمراكز اللازمة لتحضير أنواع مختلفة من الجراثيم والفيروسات والتي يمكن استخدامها كأسلحة بيولوجية على نطاق واسع .
حيث تزامن ذلك مع إنتاج الأمصال و اللقاحات والادوات الطبية المضادة لها أما في الحرب العالمية الثانية فقد اتضح للحلفاء بأن ألمانيا ركزت كل اهتمامها على السلاح الكيميائي
أما اليابان فقد اهتمت بشكل كبير بالسلاح البيولوجي حيث كانت مقر المعامل اليابانية في هربن قرب مانشوريا حيث استولى عليها فيما بعد الإتحاد السوفيتي وقام بنقل هذه المعامل إلى روسيا ولقد اهتم العالم في هذه الأيام بمشكلة الأسلحة البيولوجية كما اهتمت معظم الصحف اليومية بأبعاد هذه المشكلة
أسباب خطر الأسلحة البيولوجية على البشرية :
وقد تم تحديد خطر هذه الأسلحة التي تهدد البشرية جمعاء وذلك للأسباب التالية :
- لا تستطيع أي دولة من الدول القدرة على معرفة أو التنبأ بالخطر الآتي من هذه الأسلحة إذا تم استخدام هذه الأسلحة على نطاق واسع.
- لا تستطيع أي دولة فرض عقوبات على الدول التي تنتج مثل هذه الأسلحة حيث لا يمكن معرفة ما تقوم به أي دول فهل قامت به من أجل أعمال عسكرية أم قامت به من أجل أعمال دفاعية.
- تكاليف هذه البحوث زهيدة جدا مقارنة بتكاليف البحوث الذرية.
- وإن السبب الأكبر الذي يجعلها تشكل خطر شديد على البشرية هو أن هذه الأسلحة ذات أثر طويل وأنه من الصعب جدا وجود لقاحات لعلاجها وللوقاية منها مع قدرتها على البقاء لفترات طويلة.
كورونا هل هو حرب بيولوجية أم فيروس طبيعي؟ّ
بسبب الهلع الذي يسود العالم من فيروس كورونا بسبب ارتفاع عدد الوفيات والإصابات تكثر الإتّهامات بين القوى العظمى حول المتسبب بهذه الأزمة والتي أصبحت من الأمور التي تقض مضاجع الجميع على سطح الكرة الأرضية ما بين اتهامات بأنها حرب بيولوجية
حيث تعتبره الولايات المتحدة فيروسا صينيا أما الصين وموسكو فيعتبرونه سلاحا أمريكيا لتدمير الصين لأغراض دولية و إقتصادية والعالم بأسره يتوق لمعرفة من المتسبب بافتعال هذه الكارثة الإنسانية لكن منظمة الصحة العالمية تنتقد هذه التكهنات والإتّهامات المتبادلة وتؤكد بأن الفيروسات لا يمكنها أن تعرف حدودا ويجب أن نكون دائما حذرين في اللغة التي نستخدمها.
ما هو كورونا :
كورونا هو الفيروس المستجد والأحدث في سلالة فيروسات كورونا ويعتبر السابع المعروف من سلالة كورونا والذي صيب البشر وهو الثالث الذي يسبب الأمراض الخطيرة أما الأنواع الأربعة الأخرى من كورونا والتي تجلب أعراض بسيطة هي 292 E و OC43 وKU1 و NL63
وتعتبر الفيروسات الأخطر ضمن السلالة والتي تتسبب بأمراض حادة هي ثلاثة الأول منها ظهر في الصين عام 2003 وهو وباء متلازمة الإلتهاب الرئوي الحاد ( سارس) .
أما السلالة الثانية فقد ظهرت في عام 2012 في المملكة العربية السعودية والتي سميت بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية ( ميرس ).
أما السلالة الثالثة والحالية كوفيد والذي ظهر في نهاية عام 2019 والذي تم إلحاقه بسلالة سارس حيث سمي علميا سارس كوف2.
وظهر هذا الفيروس الغامض في الصين لأول مرة في 12 كانون الأول 2019 وسط مدينة ووهان لكن الصين لم تكشف عنه رسميا إلا في منتصف كانون الثاني 2020 هذا الفيروس شهد انتشارا في أكثر من 170 دولة حول العالم
الأمر الذي أدى إلى إصابة أكثر من 2030 ألف شخص ووفاة أكثر من 9500 حالة وسط تخوف عالمي لمزيد من الضحايا في ظل عدم اكتشاف علاج له حتى تاريخ إعداد هذا المقال وتعتبر أولى الدول التي تضررت من هذا الفيروس إيطاليا تليها الصين ومن ثم إيران ومن ثم إسبانيا.
من هو المتسبب بفيروس كورونا مختبر ووهان أم لخفاش:
توجد بعض التقارير الغربية والصينية أن آكل النمل الحرشفي هو الحيوان الذي شكل الرابط بين الخفافيش والبشر في عملية نقل فيروس كورونا حيث أن الفيروس الجديد الذي ظهر في سوق الحيوانات الحية في وسط مدينة ووهان بالصين آواخر عام 2019 قد نشأ في الخفافيش وهناك دراسات تقول أن أخطر منطقتين في العالم لانتقال الفيروسات من الخفاش إلى الإنسان سوق الحيوانات الحية في الصين ومنطقة وجود آكل النمل
قام باحثون من جامعة ويجي في العاصمة بكين بدراسة قامت بنشر نتائجها في مجلة علم الفيروسات الطبية حيث قارنت المادة الوراثية من خمس عينات للفيروس المستجد كورونا بـ2017 فيروسا مشابها أخذوه من أنواع عديدة لحيوانات مختلفة حيث أظهرت التحليلات الوراثية أن الثعابين هي من أكثر الأنواع الحاملة لمثل هذا الفيروس المستجد كورونا.
وقد دعم باحثوا جامعة ويجي تلك الفرضية القائلة إن فيروس كورونا المستجد قد نشأ من الحيوان الذي يباع في سوق الحيوانات بمدينة ووهان تلك التي شهدت أول إنتشار لفيروس كورونا وبخاصة أن هذه الثعابين كانت من بين حيوانات عديدة قد عرضت للبيع في سوق الحيوانات في ووهان.
لكن ماحدث هو أن كورونا فيروس لا يمكن مواجهته إلا من خلال البحوث الجدية وإجراءات الوقاية والرعاية الصحية اللازمة لوقف تأثيراته السلبية والخسائر الكبيرة التي وقعت على كل إقتصاد العالم ما يحدث ليس بجديد فمعظم الأوبئة التي ظهرت سابقا كانت دائما مترافقة بشائعات ونظريات مؤامرة ذات انعكاسات جدا خطيرة.
كورونا بين الصين وأمريكا :
منذ ان ظهر فيروس كورونا لم تتوقف التحليلات السياسية والتي تحمل في مضامينها اتهامات تقول بأن وراء فيروس كورونا أيادي بشرية.
بدأت التوترات بين واشنطن وبكين وذلك بسبب التصريحات حول منشأ هذا الفيروس خاصة بعد أن غرد المتحدث باسم الخارجية الصينية زاهاو ليجيانج على تويتر متى ظهرت أول حالة في الولايات المتحدة ؟
ما هو عدد الحالات هناك؟
ما هي أسماء المستشفيات التي تتعامل مع هذه الحالات؟
ربما يكون الجيش الامريكي هو من قام بإحضار فيروس كورونا إلى ووهان ثم قال نرجو أن تتحلوا بالشفافية وأن تقوموا بنشر مالديكم من بيانات وأعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية مدينة لنا بالتفسي.
ردت الخارجية الأميريكية على التغريد للمتحدث باسم الخارجية الصينية زهاو ليجيانج باستدعاء السفير الصيني لدى واشنطن احتجاجا على هذا التلميح بأن الجيش الأميريكي ربما يكون السبب الذي نشر فيروس كورونا في ووهان.
وقال كبير الدبلوماسيين الأميركيين ديفيت ستيلويل لشؤون منطقة شرق آسيا : أن الصين تسعى إلى التخفيف من الإنتقادات الدولية الموجهة إليها لدورها في انتشار فيروس كورونا و إخفاء هذا الأمر عن العالم.
وقد جاءت تصريحات المتحدث باسم الخارجية الصينية زاهاو ليجيانج بعد أيام قليلة من تصريحات مستشار الأمن القومي الأميريكي روبرت أوبراين قال فيها أن الصين قد كلفت العالم شهرين كان باستطاعته أن يستغلهما في الإستعداد لمواجهة هذا الفيروس.
وفي المقابل انطلقت العديد من التحليلات الأميريكية التي تتهم الصين بالوقوف وراء أبحاث تطوير فيروس كورونا بشكل أدى إلى هروب المستثمرين وعودة أسهم الشركات للصين لكن الإجابات المنطقية و العقلية تقول أن الصين لا يمكن أن يكون من أهدافها أن تطرد الإستثمارات الخارجية وخاصة أن كل الدول تسعى لانتزاع هذه الإستثمارات
وإن الصين قد تكبدت خسائر اقتصادية جدا ضخمة من جراء فيروس كورونا وقد واجهت الصين تداعيات جديدة كما أنها تعرضت للإتهامات وحرب دعاية وشائعات ولم تتوقف الإتهامات عند الصين حيث أن هناك العديد من النظريات اعتبرت فيروس كورونا جزءا من تطوير أبحاث الحروب البيولوجية والواقع أن نظرية المؤامؤات منتشرة في كل العالم
حيث توجد اتهامات من كل الأطراف بوجود تعمد لإنتاج فيروس كورونا الإتهامات بأن فيروس كورونا مخلق ضمن أبحاث حرب بيولوجية قد انطلقت من أطراف متعددة وقد استند في ذلك إلى مقاطع من أفلام أو كتب قد تحدثت عن حروب فيروسات (حروب بيولوجية) لكن كما يتضح أن رأي العلماء يختلف فيما يتعلق بالحرب البيولوجية ومن يتابع المجلات والمطبوعات العلمية يدرك أن أبحاث الحروب البيولوجية من الصعب أن تدخل إلى الفيروسات وذلك لإعتبارها كائنات يصعب السيطرة عليها.
ونشرت مجلة نيتشر وهي من أهم المجلات العلمية ورقة علمية تؤكد أن هذا الفيروس الجديد كوفيد-19 هو تطور طبيعي من أجيال سبقته وتؤكد أنه ليس فيروسا مصنوعا ولم يتم تطويره معمليا حيث نشرت هذه المجلة الخريطة الجينية لفيروس كورونا وكيفية تحوره ولكن وكما هي العادة فإن الكلام العلمي والأبحاث العلمية لا تجد طريقها إلى الجمهور الواسع وسط هذه الزحمة من الهوات والبولوجورز مما يريدون التريند أكثر مما يستهدفون التوعية والتعريف
وهذا ما أوجد التضارب فيما يتعلق بحقيقة الفيروس وحجم ما تحقق من تقدم علمي حول العلاج و أبحاث اللقاحات حيث أعلنت جهات عديدة علمية ألمانية وصينية عن تجارب بأدوية فيروسية أو مضادة لطفيل مثل الملاريا وإنها قد حققت تقدما كما أن هناك جهات ألمانية أعلنت عن إحتمال توفر اللقاح في خريف عام 2020 بينما أعلنت الصين عن تجارب للقاح فيروس كورونا (كوفيد-19) طوره فريق الأكاديمة تشن وي وقد بدأت التجارب السريرية وبدأ السباق فعليا بين العلماء وهم من أكثر الفئات في العالم أهمية والأقل شهرة فيه.
وإن شركات الأدوية واللقاحات تترجم أبحاث هؤلاء العلماء لمليارات الدولارات وهو أمر يدخل أيضا ضمن نظريات التسويق ولا يخلو من إتهامات متبادلة في العالم باستغلال الأزمات وأخيرا الحقيقة تقول أن ما قام به فيروس كورونا (كوفيد – 19 ) أنه أكبر من مجرد نظريات مؤامرة بين العالم لعام 2020 بل يمكن أن يكون تنبيه من كورونا للعالم بأنه يسير باتجاه خاطئ تماما