من هم الأدارسة:
الأدَارِسَة هي سلالة عربية حكمت المغرب العربي، قام بتأسيسها إدريس بن عبد الله الملقب بإدريس الأول عام 788-793م وهو إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت الرسول محمد بن عبد الله.
الدولة الإدريسية:
تأسست الدولة الإدريسية في سنة 788 ميلاديًّا/171 هجريًا، والذي قام بتأسيسها هو إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت الرسول محمد بن عبد الله ويلقب بإدريس الأول، فلقد كان إدريس هاربا مع مولاه راشد إلى مصر ثم إلى أقصى المغرب؛ هربا من أيدي العباسيين, بعد أن تمكن العباسيون من القضاء على الحسين بن علي بن الحسن في معركة فخ بمكة المكرمة
وهناك كان استقرار إدريس بن عبد الله في وَلِيلَى المغربية بعد أن قامت قبيلة “أوربة” الأمازيغية باحتضانه، حيث اتصل بإسحاق بن محمد بن عبد الحميد زعيم قبيلة “أوروبا” الذي خرجة عن طاعة الدولة العباسية حيث أنه كان من ولاتهم، ومن ثم تنازل لإدريس عن الحكم، وذلك بسبب تعرُّفه على نسب إدريس وقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم وكرمه وأخلاقه وعلمه.
بعد ذلك التاريخ، استقر الوضع في يد إدريس بن عبد الله ودانت له معظم قبائل البربر الأمازيغية, وبدأ بتوسعة نفوزه وسلطته إلى القبائل التي لم تعترف به حاكما عليهم, وبدأ بنشر الإسلام في القبائل التي مازالت على ديانات غير الإسلام كالمجوسية واليهودية والمسيحية, فدخل الكثير من أهل البلاد بالإسلام.
وبعد أن مضى عام واحد من تأسيس الدولة الفتيّة أي سنة 789 ميلاديًا، قام إدريس بن عبد الله ببناء عاصمة لدولته أطلق عليها اسم “فاس”، ويقول بعض المؤرخين بأن أصل هذا الاسم أمازيغي، فكلمة أفاس تعني اليمين، وبالنسبة للطرق القوافل التجارية فكانت مدينة فاس في عهد تأسيسها تقع على الجهة اليمنى، وقم إدريس ببناء المدينة على طرف وادي فاس وسط منطقةٍ سهليةٍ تحيط بها الغابات والحشائش البرية من جميع الجهات.
وفاته إدريس وحال الدولة من بعده:
لقد قام الخليفة العباسي بتدبير اغتيال لإدريس الأول عام 177هجري الموافق 793 ميلادي, ولكن إدريس الأول توفي وترك زوجته الأميرة كنزة الأوربية حاملا بطفل ذكر ليكون هو الخليفة بعد أبيه.
وبعد وفاة مؤسّس الدولة إدريس بن عبد الله، تولى الحكم مولاه راشد بالوصاية على ابنه إدريس الثاني الذي كان ما يزال جنينًا في بطن أمه، فلما قُتِلَ راشد كُفل إدريسَ من قبل أبو خالد يزيد بن إلياس العبدي – أحد شيوخ البربر- حتى كَبُر إدريس، واستقل بالحكم بنفسه في سنة 192هجريًا/ 808 ميلاديًا، ووصلت الدولة إلى قمتها في عهده.
إدريس الثاني:
هو إدريس الأزهر بن إدريس بن عبد الله الكامل الهاشمي ثاني حاكم مسلم في إمارة الأدارسة.
كانت بيعة ادريس الثاني نقطة تحول مهمة في تاريخ دولة الأدارسة, فلقد كون إدريس الثاني بطانة عربية خاصة له مستفيدا من الوفود العربية, بدأ ادريس عملية تعريب الدولة بالتدريج في (الوزارة , والقضاء, والكتابة).
كان عصر ادريس الثاني يمثل دور العظمة بالنسبة إلى تاريخ دولة الادارسة.
وحكم بعده ثمانية من الأدارسة، كان أعظمهم قوة وأعلاهم قدرًا يحيى الرابع بن إدريس بن عمر الذي امتد ملكه إلى جميع بلاد
المغرب الأقصى:
عهد إدريس الثاني إلى ابنه محمد بالحكم بعد أن حكم هو من عام 177 و لغاية 213 هجري.
محمد بن إدريس:
قام محمد بن ادريس بتقسيم الدولة بين اخوته الكبار مع مراعاة التقسيم الجغرافي للمغرب, اما اخوته الصغار بقوا معه في مدينة فاس التي احتفظ بها وما حولها.
استمر الحكم من بعد وفاة محمد بن ادريس إلى أولاده الذين لم يحسنوا إدارة البلاد وفي النهاية أدى التقسيم وضعف الدولة إلى انهيارها.
الأسباب الداخلية و الخارجية لانهيار الدولة الإدريسية:
من الاسباب التي اودت بالدولة إلى السقوط تدخل الفاطميين واعتمادهم على الصنهاجيين للقضاء على ما تبقى من الدولة الإدريسية وتدخل الأمويين حيث كانت سياسة الأمويين في الأندلس تقوم على منع تسرب النفوذ الفاطمي إلى الاندلس.
وأما الاسباب الداخلية:
فقد ادى تقسيم الدولة بين افراد العائلة الادريسية إلى انهيارها وأيضا عدم تمكن الأدارسة من القضاء على بعض المذاهب المتناقضة وافتقار الدولة إلى حكومة وجيس قوي يساعدانها على إقرار هيبتها.
وفي الختام:
فقد كانت للدولة الإدريسية إنجازات منها بناء مدينة فاس ومساهمتها في نشر الإسلام في المغرب ونشر اللغة العربية هناك أيضا وقامت بتنمية الحضارة العربية والحياة الفكرية هناك كما قامت ببناء المدن وتشييد الجوامع.
بواسطة: محمد هاروش
الأيميل: com.aymen2018@gmail.mh