لو عدنا عبر التاريخ و قمنا بدراسة كل دولة لرأيناها تكبر و تتسع و تزداد غنىً ثم تعود وتتعرض لحالات ضعف و انحطاط .
وقد شاهدنا عبر التاريخ دولاً عديدة عندما تزداد مساحتها و غناها تقع في الأخطاء و في الظلم فيكون سبب لانقساماتها وضعفها و نأخذ أمثلةً على ذلك:
الدولة الأموية، الدولة العباسية وغيرها الكثير…
فربما يعود السر في ذلك إلى العدل في الدول فإن الدول تكبر و تزدهر بالعدل وتهدم بالظلم.
وسنأخذ مثالاً علىى ذلك:
فترة حكم عمر بن عبد العزيز( الذي يمكن أن تأخذه جميع الدول منهاج حياة لتصبح من أغنى الدول )
فإذا نظرنا إلى تلك الفترة و جدنا أن حاكم الدولة اعتبر نفسه موظفاً في الدولة وليس مالكاً لها و أقام فيها العدل الذي جعله على كل الرعية سواسية فليس هناك امتيازات لأبناء الحاكم أو نسائه أو أقربائه.
فكانت الحقوق و الواجبات على جميع الرعية واحدة فلا فرق بين غني و فقير في أداء واجبهم و أخذ حقوقهم.
وكانت تجبى الأموال كزكاة من الأغنياء وترد على الفقراء وبعد مرور فترة قصيرة من حكم عمربن عبد العزيز كان يجوب البلاد التي يحكمها منادون لمن يحتاج المال للزواج فلم يجدوا و بحثوا عن من يحتاج المال للحج فلم يجدوا أيضاً فاغتنت البلاد بفضل حاكمها و سياسته.
أما الأن فإذا نظرنا إلى بعض الحكام أصحاب الدول الفقيرة فقد حولها إلى مزرعةٍ يمتلكها هو و أسرته و يطلب من شعبه العمل بإخلاص و هم يجدون قائدهم يسرق البلاد فكل فردٍ في الدولة قام بتقليد رأيسه في سرقة ما يؤتمن عليه.
فالعامل يسرق من المعمل و الموظف يرتشي من و ظيفته و المزارع لا يتصدق على ماله فلو أن المزارع و العامل و الموظف وجدوا قدوةً فاضلة لأصبحوا مثله ولكن فساده أدى غلى فساد الرعية في كا مكان من أنحاء الدولة.
لكن سرقة العمال و الموظفين تكون رغم ضررها بسيطة جداً أمام ما يقوم به حاكمهم فهو يسرق الأموال و يضعها في بنوك دول أخرى و يقوم بالإستدانة لدولته من بنوك دولية بفائدة وعلى الدولة و الشعب و فاء تلك الديون لذلك تغرق هذه الدول بالفقر أكثر و أكثر ولا تستطيع التخلص من الديون المترتبة عليها.
فلا تتزرع أي دولة بقلة الموارد أو بقلة المساحة أو غيرها…
والسبب الوحيد في غنى أي دولة أو فقرها يكون في قيادتها.